جدارية تبث الإلهام في أرجاء مهرجان العين للكتاب 2025

حجاج سلامة
جدارية تبث الإلهام في أرجاء مهرجان العين للكتاب 2025

 

العين الإمارات العربية المتحدة، 30 نوفمبر 2025: في قلب مهرجان العين للكتاب 2025، الذي ينظمه مركز أبوظبي للغة العربية، ويختتم فعالياته في 30 نوفمبر، وبين أجنحة دور النشر والمنصات الثقافية والزوايا المزدحمة بالقراء والأطفال، في إستاد هزاع – العين سكوير؛ تقف جدارية ضخمة باللونين البنفسجي والأخضر، وكأنها نافذة واسعة تطل على مشاعر الناس، كتب عليها "اكتب رسالة تلهم بها المجتمع".

 

هذه الجدارية، التي تحمل دعوة بسيطة لكنها مؤثرة، تحولت خلال أيام المهرجان إلى نقطة التقاء إنسانية، يجتمع عندها الزوار ليتركوا بصمتهم على شكل كلمات، ورسومات، وعبارات دافئة تعبر عن الحب والانتماء.

وعند الاقتراب من الجدارية سيجد الزوار مئات الرسائل التي تعبر عن حب الوطن وتحديداً العين، والعديد من المفردات باللهجة العامية مثل: "العين أوسع لي من الدار"، وكأن كل رسالة تؤكد أن هذه المدينة تحتضن أهلها وزورها بمحبة تتجاوز الحدود والجغرافيا. ومن الرسائل اللافتة التي كتبت: "لا يتكون مجتمع بدون أسرة والعين أسرة واحدة"، آخر كتب: "العين… مدينة تنام على الطيبة وتستيقظ على الفرح، هنا ذكرياتي وهنا يكبر قلبي كل يوم".

 

وما يميز هذه الجدارية ليس فقط تنوع الرسائل، بل صدقها. فهناك أوراق علقها أطفال رسموا فيها بيوتًا صغيرة، وأعلاماً، وقلوباً ملونة، وإلى جانبها بأمتار قليلة تجد رسائل كتبها شباب يعبرون فيها عن أحلامهم وأمنياتهم، وفي زاوية أخرى، رسائل من أبناء لآبائهم وأمهاتهم مليئة بالامتنان: "شكراً أمي لأنك تشبهين الوطن كلما ضعت دليتني"، و"أبي… أنت قدوتي ودعمي الأول"، كما حملت الجدارية كلمات تلامس الروح وتبث فيها الأمل والإرادة مثل: "اكتبوا أحلامكم… فقد يتحول بعضها إلى واقع، لا تتوقف عن المحاولة، فحرف واحد قد يغير يومك".

 

والمشاهد للجدارية يجد أن جانباً كبيراً منها قد تغطّى برسومات أبدع فيها الأطفال، رسومات عفوية تحمل العالم كله داخل خطوط بسيطة، فمنهم من رسم الشمس، والأعلام، والقلوب، وكتبوا عبارات بسيطة ولكنها مثقلة بالمعاني الجميلة مثل: "نحبّ العين"، و"نحبّ الوطن". وعلى الرغم من أنها تبدو عشوائية، لكنها تشبه ضحكاتهم واندفاعهم لترك أثرهم في المكان.

 

واعتبر زوار أن هذه الجدارية سمحت لهم ولأسرهم وأصدقائهم أن يشاركوا في نشاط واحد معاً، ضمن فعاليات المهرجان، معتبرين أنها فكرة ذكية ومبتكرة، تحفز الكتابة اليدوية التي لم تعد موجودة بكثرة، بسبب هيمنة التكنولوجيا.

 

ولم تكن الجدارية مجرد ورق وكتابات، كانت مساحة تعبير حر، يشعر فيها كل شخص أن صوته مسموع، وأن كلماته الصغيرة قد تلهم شخصاً آخر يمر بالمكان، فقد تحول الركن إلى حركة دائمة؛ أم تساعد طفلها على لصق ورقته، ومجموعة من الأصدقاء يكتبون دعوات للمستقبل، وشخص يلتقط صورة لرسالته قبل أن يعلقها، والعديد من الرسائل جاءت لتحيي المهرجان نفسه، باعتباره حدثاً ثقافياً يحتضن الإبداع والقراءة منها: "شكراً لمهرجان العين الذي يعيدنا إلى الكتاب"، و"الثقافة تصنع مجتمعاً أجمل"، و"شكراً لمن فتح لنا هذا الباب".