في أحدث كتبه النقدية: إشراقات الفضاء القصصي.. عبدالله السمطي يقرأ مجموعة أفراح الهندال: سكين النحت نقديًّا

حجاج سلامة
في أحدث كتبه النقدية: إشراقات الفضاء القصصي..  عبدالله السمطي يقرأ مجموعة أفراح الهندال: سكين النحت نقديًّا



يصدر عن دار إيقاعات للطبع والنشر والتوزيع بالقاهرة، أحدث كتاب نقدي  للناقد  عبدالله السمطي بعنوان: ( إشراقات الفضاء القصصي: أفراح الهندال في (سكين النحت)  حيث يقول السمطي في مقدمة كتابه: تنجدلُ ضفيرة العمل القصصي المكثف في جملة من الرؤى التي تذهبُ به بعيدًا للاقتراب من منتج قصصي مدهش وسار، تلقى به المبدعة متلقيها، في لحظات القراءة الصافية،  وتقدم للقارئ وعيها الرؤيوي السارد الذي يقتطفُ من تجربة الحياة لقطاته السردية، ويبنيها في شكلها الأخير على هيئة قصص قصيرة ، أو قصيرة جدا، مركزًا على أهم الأبعاد الكتابية التي تُكملُ فضاءات التجربة وتوسعها، مع تركيز كينونتها وتكثيفها في حالة استقطار دائم للكلمات والجمل والصياغات.

ويضيف السمطي: هذا الوعي المبدع يشكل إطارًا عامًا للإبداع القصصي، فإذا ما أضيفت على هذا الوعي استقطارات أخرى، غرائبيات، أساطير، أسئلة وهواجس تشكل نوعا من المثاقفة الإبداعية في النص، سواء كان يقوم هو وحده بذاته على إنشائها وصياغتها، أم يستثمر الفاعلية التناصية للمنتج الإبداعي في تعزيز بعض الرؤى المتناثرة داخل العمل الإبداعي، فإن هذه الإضافة تشكل توسيعًا لمدارات النص، وإحداث نوع من الرحابة في التلقي والتأويل، وتحليل الخطاب القصصي، وهو الأمر الذي نراه ماثلًا وجاثيًا في مجموعة القاصة أفراح الهندال : ( سكّين النحت)/ (المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت، الطبعة الأولى 2023 )   فهي مجموعة كُتبت بإتقان شديد، وبتركيز رؤيوي يعي  نوعية الكتابة وتشكلاتها، ويقدم مساربه التجريبية في فيوض سردية متعددة، على الرغم من قصر القصص أحيانا، إلا أن آلية التكثيف تسندُ وعينا عند القراءة، وتجعلنا نتمثل ما تنطوي عليه قصص المجموعة وما تقودنا إليه من تأويلات.

وعبر قراءة سيميولوجية يكشف السمطي عن  تجليات العمل القصصي عند أفراح الهندال، حيث يبرز آليات مجموعتها ( سكين النحت) الجمالية والدلالية،  بدءا من قراءة العتبات النصية في خطابها القصصي، إلى ملاحظة حركة القسمات السردية في نصوصها وملامحها اللغوية والأسلوبية ، وشعرنتها ما بين مشهد وآخر إلى ملامسة التشكيلات النصية المنحوتة بعناية في مدارات القصص التي تتضمنها المجموعة، كما تبين فصول الكتاب  الثلاثة التي حملت العناوين الآتية: إشراقات العتبات النصية، تشكيلية الفضاء القصصي ، أسلبة السرد وقسماته 

ويقول السمطي: إنّ مهادًا أوليًّا رائيًا يتسنى لنا أن نزجيه حيال مكونات هذه المجموعة القصصية المائزة، حيث عملت القاصة فيها بإتقان، وبدقة شديدة في كتابة نصوصها، لم تهمل ركنًا من أركان الكتابة الحداثية التي تقص الزوائد، وتنأى عن الاستطرادات والتفاصيل المملة، وتقدم قصصها بكثافة بينة جلية، سواء على مستوى القصص القصيرة أم القصيرة جدا. 

ويختتم عبدالله السمطي  بالقول: إن أفراح الهندال ترى بشكل أعمق وأبعد في صياغة نصوصها، وتقدم لغة شاعرية مترعة بالإيحاءات والإشارات والترميز، كأنها تمزج ما بين القصة والشعر، على الرغم من تمدد الأبعاد السردية في المجموعة بأضوائها وظلالها معا. 

وتدور معظم قصص المجموعة في عوالم إنسانية ترتبط بالذات الساردة أولا، ثم بمرحلة الطفولة ثانيا، وتعرّج لإضاءة بعض الرؤى والتجارب الإنسانية بشكل رمزي، من دون أن تسمي شخصياتها بأسماء معينة كما كان هو الحال في القصص القصيرة التقليدية، بل تشير بالضمائر فحسب، صانعة بينها قدرا من الحوارية، وقدرا من السردية، مركزة على الناتج الإنساني دلاليا ورمزيا. 

ولذلك فإن شخصيات أفراح الهندال في مجموعتها هي شخصيات تقدم نماذج ورؤى إنسانية في الدرجة الأولى، فكل ما يتمظهر في القصص من شخصيات ووقائع وأحداث هي تجارب إنسانية تقدم لنا برمزية وشاعرية كيفية قراءة الوعي الإنساني في مجابهة العالم.  وفي هذا الكتاب نصبو إلى إبراز قسمات هذه المجموعة وملامحها الفنية والجمالية والدلالية الواضحة الجلية أو الكامنة في أعماق النصوص.

يُذكر أن أفراح الهندل قاصة كويتية تتمتع بحضور كبير في الحركة الأدبية الكويتية والعربية، من خلال نصوصها السردية التي حظيت باحتفاء كبير من قبل النقاد.

وأما الناقد والباحث المصري عبدالله السمطي -  الذي يقيم بالمملكة العربية السعودية – فقد أثرى المكتبة النقدية العربية بأكثر من 40 إصداراً نقدياً بينها: نسيج الإبداع، أطياف الشعرية، جاذبية الشعر النسوي، كتابة الحواس، وجسد النص بين الصلب والترائب.