كواليس وأسرار فوز خالد العناني بمنصب مدير عام اليونسكو

كافيين آرت نيوز
كواليس وأسرار فوز خالد العناني  بمنصب مدير عام اليونسكو

 

حجاج سلامة- مصر

وكالات- وكافيين آرت نيوز

 

فاز الدكتور خالد العناني بمنصب المدير العام الجديد لمنظمة اليونسكو بأغلبية الأصوات، حيث أسفرت عملية التصويت بالمجلس التنفيذي لمنظمة اليونسكو، عن فوزه بمنصب المدير العام الجديد لمنظمة اليونسكو، خلفًا للفرنسية أودري أزولاي.

وكان علاء يوسف السفير المصرى فى العاصمة الفرنسية باريس؛ قد أعلن  فوز وزير السياحة والآثار المصرى الأسبق بمنصب المدير العام لمنظمة الأمم المتحدة للعلوم والثقافة "اليونسكو". وكتب السفير المصري في فرنسا عبر صفحته فى موقع التواصل "فيسبوك": "فى يوم النصر.. ألف مبروك لمصر فوزها بمنصب مدير عام اليونسكو.. الدكتور خالد العناني يكتسح الانتخابات بعدد غير مسبوق من الأصوات".

السياق التنظيمي والاحتياج:

 

المنظمة المعنية: اليونسكو (منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة)، والتي تُعنى بقضايا التعليم، حماية التراث، العلوم، الثقافة، وحرية التعبير.

المنصب: المدير العام لمدة أربع سنوات ( 2029-2025) بعد انتهاء ولايتي المديرة السابقة أودري أزولاي؛ وهي الحد الأقصى للفترات المسموح بها.

 

التحديات التي تواجه المنظمة:

 انسحاب الولايات المتحدة المتكرر أو التهديد به، مما يؤدي إلى نقص في التمويل؛ الحاجة إلى إعادة تفعيل دور اليونسكو في الحماية الثقافية والعلمية والتربوية؛ غياب التوازن بين الضغوط الدولية والسياسات الثقافية.

 

الحملة الانتخابية وكواليسها:

 

بداية الحملة: أعلن خالد العناني ترشّحه لمنصب المدير العام لليونسكو في أبريل 2023 ، ومن فوره حصل على تأييد من الاتحاد الأفريقي في عدة مراحل. كما وجد دعما كبيرا من جامعة الدول العربية. أيضا حصل على دعم من دول أوروبية وآسيوية ولاتينية متعددة، أبرزها فرنسا؛ إسبانيا؛ تركيا والبرازيل، التي أعلنت صراحة عن تأييدها.

 

أنشطة الحملة:

 

عقب إعلانه الترشح، وجمعا لتأييد عدد كبير من المقترعيين زار العنانى أكثر من 60 دولة عبر قارات العالم، لإجراء لقاءات مع المسئولين فى الدول أعضاء اليونيسكو، الخبراء، المجتمع المدني، لجمع رؤى، وبناء توافق، وفهم الاحتياجات المختلفة لكل حكومة. كما قام بعرض رؤيته أمام المجلس التنفيذي لليونسكو، وردّ على تساؤلات الأعضاء الرسمية أثناء جلسات الاستماع المتوالية.

المنافسة والتحديات:

 

المنافس الأساسي كان فيرمن إدوارد ماتوكو من جمهورية الكونغو، الذي كان لديه خبرة داخل اليونسكو. أما التحدى فجاء من الولايات المتحدة التى امتنعت عن التصويت في المجلس التنفيذي أثناء الاقتراع وذلك وفقا لما يسمى بالاستراتيجية الدبلوماسية الأمريكية لأسباب متعلقة بالسياسات الداخلية والخارجية للولايات المتحدة.

 

نتائج التصويت والفوز:

تم التصويت في المجلس التنفيذي لليونسكو (Board of Executive Members) والذي ضم 58 دولة عضوة، ليحصل العناني على 55 صوتًا مقابل صوتين فقط لماتوكو، بينما امتعنت الولايات المتحدة عن التصويت.  ووفقا للإجراءات المتبعة فمن المتوقع أن يتم اعتماد انتخابه رسميًا من قِبل الجمعية العامة لليونسكو في نوفمبر 2025، خلال المؤتمر العام في سمرقند بأوزبكستان.

الأهمية والدلالات:

 

ريادة عربية وإفريقية: العناني يصبح أول مصري وأول عربي يُنتخب مديرًا عامًا لليونسكو منذ تأسيسها عام 1945، وهو ثاني إفريقي يتولى المنصب بعد السنغالي أمادو مختار مبو.

هذا الفوز يُعتبر تتويجًا لجهود مصر في الدبلوماسية الثقافية والحفاظ على التراث، وهو مؤشر على الثقة الدولية في قدراتها.

 

تحديات أمامه: ما أبرز ما سيواجهه العناني؟

 

معالجة النقص في تمويل المنظمة، خاصة مع انسحاب (أو قرار بالانسحاب) من المانحين الرئيسيين مثل الولايات المتحدة.

العمل على المحافظة على الحيادية السياسية والثقافية لمنظمة تُعرف بتداخلها مع الشؤون الدولية والقضايا الإقليمية.

تعزيز التعاون مع الدول الأعضاء، والمجتمع المدني، وتحسين أداء القطاعات الرئيسية فى  التعليم، الثقافة، العلوم وجعلها مؤثرة في مجالات التنمية المستدامة، تلك التخصصات التى تضلع بها المنظمة الأممية.

 

 ردود الفعل والرسائل بعد الفوز:

 

أول رسالة رسمية وجهها العناني بعد إعلان فوزه كانت بثلاث لغات: العربية والانجليزية والفرنسية، عبر فيها عن الامتنان لتأييد المجلس التنفيذي، وشعوره بالمسؤولية، فى عقبها انهالت التهاني من هيئات مصرية رسمية، من وزراء مثل وزير السياحة والآثار، وزير الزراعة، وزير التعليم العالي، والمجلس القومي للمرأة، وأطراف سياسية وثقافية، إضافة إلى البرقيات الرسمية وغير الرسمية التى وجهها مسئولون فى دول العالم المختلفة للعنانى نفسه وللحكومة المصرية.

 

خطط مستقبلية:

 

من المنتظر أن يعمل العناني خلال فترة ولايته على توصيل ثقافة التعليم والبحث العلمي والتنوع الثقافي، ومحاولة التوفيق بين حماية التراث والابتكار، بالإضافة إلى تعزيز دور اليونسكو في الحوارات الثقافية العالمية،  كما سيُركّز على مصادر التمويل البديلة لليونسكو لملء أي فراغ يُحدثه انسحاب بعض الدول المانحة.

 

نبذة عن الدكتور خالد العناني

خالد العناني (مواليد 1971 – الجيزة، مصر) أستاذ علم المصريات بجامعة القاهرة، شغل منصب وزير الآثار منذ عام 2016، ثم تولى وزارة السياحة والآثار عام 2019 حتى 2022.

أشرف خلال فترة عمله على افتتاح مشروعات كبرى مثل المتحف المصري الكبير وطريق الكباش بالأقصر، وأدار بنجاح احتفالية موكب المومياوات الملكية التي لفتت أنظار العالم.

حاصل على الدكتوراه في المصريات من جامعة السوربون بفرنسا، ويتقن اللغتين الفرنسية والإنجليزية إلى جانب العربية.

يُعرف عنه انفتاحه الثقافي واهتمامه ببناء الجسور بين الحضارات، وهو ما انعكس في رؤيته لمنظمة اليونسكو باعتبارها “بيت الإنسانية المشترك”.