فرقة الجمعية المصرية تعرض عهد السفليين بمهرجان مسرح الهواة

علي الشوكي
فرقة الجمعية المصرية تعرض عهد السفليين بمهرجان مسرح الهواة



قدمت فرقة الجمعية المصرية لهواة المسرح، عرض "عهد السفليين"، على مسرح السامر بالعجوزة، ضمن مهرجان مسرح الهواة في دورته الحادية والعشرين، "دورة الكاتب والفنان الكبير الراحل نجيب سرور"، والذي يقام تحت رعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، وتنظمه الهيئة العامة لقصور الثقافة، برئاسة اللواء خالد اللبان. 

 

العرض تأليف محمد علي، وإخراج أحمد حداد، وتدور أحداثه في إطار فانتازي، يعكس صراعات الإنسان مع نفسه والمجتمع والسلطة عبر أجيال متعاقبة، من خلال حكاية شخص ارتكب خطأ ترك أثرا ممتدا حتى الجيل السابع من العائلة.


قدم العرض بحضور الشاعر د. مسعود شومان رئيس الإدارة المركزية للشئون الثقافية، عبير رشيدي مدير المهرجان، ولجنة التحكيم المكونة من د. عبد الناصر الجميل، الفنانة وفاء الحكيم، والمخرج عادل حسان.


قال المخرج أحمد حداد إن المشاركة في المهرجان تمثل خطوة قوية طال انتظارها منذ سنوات، لما يتسم به من منافسة شريفة وحيادية في لجان التحكيم، فضلا عن إتاحة الفرصة للتعرف على الفرق الأخرى وتبادل الخبرات معها.

وأشار إلى أن الرؤية الإخراجية للعرض تنطلق من قناعة بأن الانتقام يقود إلى كوارث لا تنتهي، وأن اللجوء إلى السحر والشعوذة ليس إلا طريقا مظلما محتم نهايته بالفشل والخراب، مؤكدا أن الطمع والنفوذ والسلطة إذا لم تكن على الحق فإنها تسقط لا محالة.

وأضاف أن النص الدرامي يجمع بين الواقعي والأسطوري، ليبقي المتلقي في حالة ترقب دائم، ويحسم منذ البداية انحيازه إلى جانب الخير.


من ناحيته، أوضح الفنان محمد عيد، بطل العرض، أن العمل يناقش تداعيات الخرافات والشعوذة وما تسببه من ظلم وجرائم، مؤكدا أن الرسالة التي يقدمها هي أن الحقيقة والوعي هما السبيل لمواجهة الكوارث.

وأضاف أنه يجسد شخصية "عهد"، الذي يعيش في نجع صغير تتعرض عائلته للظلم والاضطهاد بعد حادث مأساوي، فتتدخل ساحرة تدعى "ربوشة" وتصيب النجع بأكمله بلعنة، ليبدأ رحلة لاسترداد الحق وكرامة عائلته. 


وكشفت الفنانة دنيا تيمور، بطلة العرض، أنها تجسد شخصية "شمس"، فتاة مختلفة عن أهل قريتها "بني زوال"، والتي أصابتها اللعنة جعلت النساء والرجال غير قادرين على الإنجاب، فأطلق عليها الأهالي لقب "الوديعة المتصانة".

وأكدت أن شخصية "شمس" تجسد فكرة أن القهر والحبس قادران على تحويل الطيبة إلى مكر، ودفع الإنسان إلى الثورة من أجل حريته، حتى لو انتهى به الأمر إلى أن يصبح وجها آخر من وجوه خصومه.


"عهد السفليين" بطولة: محمد عيد، يوسف حداد، حسين عامر، إسلام يمني، عمرو الدكروري، ندى ناصر، دنيا تيمور، روكا جمال، آدم سيد، أحمد طارق، عمر عبدلله، عزيز عادل، ريحانة محمد،  كريستين كارم، هنا أمجد، آدم محمد، وأحمد ربيع. 


ديكور شادي قطامش، إضاءة أحمد أمين، ماكياج ندى ناصر، حنين سونيك، دراما حركية إسلام السيد، إعداد موسيقى يوسف حداد، ملابس نورهان حلمي، مساعدو الإخراج يوسف حداد، إسلام السيد، ومحمد عيد، ومخرج منفذ نورهان حلمي.



أعقب العرض ندوة نقدية أدارها الناقد أحمد خميس، وشارك بها الفنان د. هاني كمال، والناقد د. طارق عمار.


أشاد "خميس" بفكرة توزيع الرسائل عبر المشاهد، واعتبرها محاولة جيدة لتوصيل الحكاية بشكل تدريجي للجمهور، كما أشاد بأداء الممثلين الذين قدموا أدوارهم بصدق، ما أضفى على العمل مصداقية وأثرا كبيرا، مؤكدا أن المسرح بحاجة دائمة لهذا النوع من الجهد الجماعي، فمصر تمتلك طاقات مسرحية كبيرة، لكنها بحاجة إلى تنويع التجارب والانفتاح على مختلف الاتجاهات.


ورأى د. طارق عمار أن الكاتب يتمتع بموهبة واضحة وأسلوب مميز في صياغة الأفكار، لكنه بحاجة إلى مزيد من التركيز على تطوير نصوصه بدلا من الاعتماد على كتابات تقليدية.

 واضاف أن تركيبة الشخصيات لابد أن تكون كتلة واحدة، فالنص لا يقوم على شخصية واحدة، بل على شبكة من العلاقات المتداخلة.


أما د. هاني كمال، فأكد أن البساطة هي الأقدر على توصيل الفكرة بصدق ووضوح، مشيرا إلى أن العرض شهد قدرا من الإفراط، سواء في الكتابة أو التمثيل أو الإضاءة أو حتى في استخدام الديكور والمؤثرات، الأمر الذي أفقد بعض التفاصيل معناها الأساسي.


يقام "مهرجان مسرح الهواة" بإشراف الإدارة المركزية للشئون الثقافية، والإدارة العامة للجمعيات والمساعدات الثقافية، ويونس شعبان مقررا، ويشارك به هذا العام 9 عروض مسرحية تقدم مجانا للجمهور.

ومن المقرر أن يشهد مسرح السامر حفل ختام المهرجان وتوزيع الجوائز مساء اليوم.