صرخة ضد الظلم في عرض الخوف ضمن مهرجان مسرح الهواة

علي الشوكي
صرخة ضد الظلم في عرض الخوف ضمن مهرجان مسرح الهواة

على مسرح السامر بالعجوزة، قدم عرض "الخوف"، ضمن مهرجان مسرح الهواة في دورته الحادية والعشرين، "دورة الكاتب والفنان الكبير الراحل نجيب سرور"، والذي يقام تحت رعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، وتنظمه الهيئة العامة لقصور الثقافة، برئاسة اللواء خالد اللبان، حتى 3 أكتوبر الحالي. 


العرض لفرقة جمعية تنمية المجتمع المحلي بحي الكويت ببورسعيد، عن رواية "شىء من الخوف" للأديب ثروت أباظة، إعداد بكري عبد الحميد، وإخراج عمرو كمال، وتدور أحداثه في إحدى القرى يعيش أهلها تحت وطأة الظلم، بسبب "عتريس" الذي يفرض سلطته القمعية على أهل القرية، بينما تتصدى "فؤادة" لهذه السلطة بشجاعة، ما يؤدي إلى صراع يكشف عن حجم التسلط والخوف الذي يعيشه المجتمع. 


قدم العرض بحضور الفنان رياض الخولي، رئيس المهرجان، الشاعر د. مسعود شومان رئيس الإدارة المركزية للشئون الثقافية، الفنان أحمد الشافعي رئيس الإدارة المركزية للشئون الفنية، سمر الوزير مدير عام الإدارة العامة للمسرح، المخرج محمد صابر مدير عام الإدارة العامة للمواهب، الفنان حمدي الوزير، المخرج حسن الوزير، مهندس ديكور محمد جابر، ولجنة التحكيم المكونة من د. عبد الناصر الجميل، الفنانة وفاء الحكيم، والمخرج عادل حسان.


أوضح المخرج عمرو كمال أن العرض يتناول فكرة الخوف باعتباره شعورا إنسانيا فطريا يولد مع الإنسان وينمو معه، لكنه يتخذ أشكالا ودرجات مختلفة، وقد يكون إيجابيا يمنح صاحبه الوعي والحذر من المخاطر والكوارث التي قد تهدد حياته، أو سلبيا يتحول إلى عائق داخلي ومرض نفسي يسيطر على صاحبه، فيدفعه إلى الاستسلام والجبن والعجز عن المواجهة، ليصبح أسيرا لمخاوفه، وكأنه فقد معنى الحياة رغم أنه ما زال حيا.


وأشار إلى أن هذا الصراع بين الخوف كقيد داخلي وإرادة الإنسان كسلاح للمواجهة، يشكل جوهر أحداث المسرحية، موضحا أن العمل يطرح تساؤلا جوهريا: من سينتصر في النهاية؟ هل الخوف بما يحمله من قيود، أم قوة الإرادة التي تواجه الظلم والجبروت؟


وأضاف أنه يشارك في العرض من خلال شخصية عتريس، معتبرا هذا الدور تحديا خاصا بالنسبة له، لما يجمعه من قسوة الشخصية وقوة حضورها على خشبة المسرح، واختتم حديثه متمنيا أن يلمس الجمهور عمق الصراع بين "عتريس" و"فؤادة"، وأن يدرك أن الظلم مهما طال فمصيره الزوال.


وقال الكاتب بكري عبد الحميد إن فكرة العرض قدمت في أكثر من صورة إبداعية قبل تقديمها على خشبة المسرح، حيث عرضت  كفيلم سينمائي، ثم عرضت في مسلسل تلفزيوني، والآن تقدم في شكل مسرحي للتأكيد على أن الصرخة في وجه الخوف ما زالت مستمرة، وأن لا مكان للطغيان أو القهر على المظلومين والمقهورين.

وأضاف أن النص يحمل رسالة جوهرية تدعو إلى كسر قيود الخوف، وعدم الاستسلام لأي قوة تحاول قهر الإنسان أو تقييد حريته.


من ناحيتها، أعربت الفنانة حنان خضر عن سعادتها بالمشاركة في العرض، مشيرة إلى أن هذه هي تجربتها الأولى في هذا المهرجان.

وأوضحت أنها تجسد شخصية فؤادة، الفتاة التي واجهت "عتريس" من أجل إنقاذ أهل قريتها، مؤكدة أن "فؤادة" كانت أول من نطق بكلمة "باطل" في وجهه، ورغم أن صرختها انطلقت من غرفة مغلقة، إلا أنها وصلت إلى الجميع، وكانت الشرارة التي حركت القلوب وأشعلت الثورة.


"الخوف"بطولة: عمرو كمال، حنان خضر، الرفاعي محمد، أحمد عبد الوهاب، سيد الحناوي، رجب زقزوق، أمل الحفلة، صوية السقا، فرح أشرف، أمل الشربيني، سيد العتر، أحمد البلاسي، محمد صبح، زياد عادل، خالد الفطايري، محمد فوزي، صابرين حسن، نوران أشرف، وعلي عنتر. 

إعداد موسيقي محمد نصر، مؤثرات أيمن تاج، ملابس شيماء حلمي، ديكور سيد العتر، وإضاءة مينا كامل.



الندوة النقدية


أعقب العرض ندوة نقدية أدارها الناقد أحمد خميس، واستهلها بالإشارة إلى أن المخرج خاض مخاطرة كبيرة عندما اعتمد على نفس الموسيقى والأنغام المستخدمة في الفيلم السينمائي، وهو ما جعل المتلقي يعود ذهنيا إلى أجواء العمل الأصلي، الأمر الذي قد يضعف من خصوصية الرؤية المسرحية.

وأضاف أن مثل هذه المغامرة كانت تستلزم رؤية أعمق تميز العرض عن الفيلم وتقدمه بمنطق مسرحي مستقل، يتيح للجمهور الخروج بفكرة جديدة، أما عن أداء الممثلين فأشار إلى أنه جاء صادقا ومقنعا إلى حد كبير.


من ناحيته، أوضح الناقد د. طارق عمار أن تجربة المخرج تظل تجربة مهمة في سياق تطوره الفني، مشيرا إلى أن من حق أي مبدع أن يجرب ويغامر، لكن الأهم أن تأتي المغامرة برؤية برؤية جديدة مقنعة للجمهور.

كما لفت إلى ضرورة اهتمام فريق العمل بضبط اللهجة الصعيدية، باعتبارها عنصرا أساسيا في تعزيز مصداقية النص وأداء الشخصيات، مؤكدا أن أي تجربة فنية تتعرض للنجاح والإخفاق، والمخرج الواعي هو من يعي إدارة أدواته.


يقام مهرجان مسرح الهواة بإشراف الإدارة المركزية للشئون الثقافية، والإدارة العامة للجمعيات والمساعدات الثقافية، ويديره عبير رشيدي، ويونس شعبان مقررا، ويشارك به هذا العام 9 عروض مسرحية تقدم مجانا للجمهور.


وتتواصل الفعاليات اليوم الأربعاء بتقديم عرضين مسرحيين، الأول بعنوان "الجُحر" لفرقة جمعية هنبدأ بينا، تأليف مروان عمر، وإخراج شادي نادر.

أما العرض الثاني بعنوان "استدعاء ولي أمر"، لفرقة جمعية قصر ثقافة الفيوم، تأليف محمد السوري وإخراج كريم جمال، ويعقبهما ندوة نقدية.


ويعد المهرجان أحد أبرز المهرجانات المسرحية التي تحرص الهيئة العامة لقصور الثقافة على تنظيمها بشكل سنوي، ويستهدف تقديم العروض المسرحية المتميزة لفرق الهواة التي تقدمها فرق الجمعيات الثقافية خلال عام، لتشجيع المبدعين في مجال العمل المسرحي على خوض منافسة إبداعية بناءة في مختلف أقاليم مصر.

.