الكويت: إطلاق جائزة جائزة الشيخ يوسف بن عيسى للكتاب في دورتها الأولى

حجاج سلامة
الكويت: إطلاق جائزة جائزة الشيخ يوسف بن عيسى للكتاب في دورتها الأولى


الجائزة تهدف للتشجيع على إصدار مؤلفات تُثري الحركة الثقافية كويتياً وعربياً


في إطار الحضور البهي للثقافة الكويتية بالعالم العربي، انطلقت من الكويت جائزة الشيخ يوسف بن عيسى للكتاب في دورتها الأولى، والتي تهدف إلى تكريم وتشجيع المؤسسات والأفراد على إصدار مؤلَّفات ثقافية وأدبية وعلمية، تسهم في إثراء الحركة الثقافية في الكويت والعالم العربي.

وتتضمن الجائزة في دورتها الأولى 3 فروع هي: فرع الآداب (الرواية)، وفرع الدراسات والبحوث التاريخية، وفرع الدراسات والبحوث التعليمية، شاملة كل ما يتم إنتاجه باللغة العربية في هذه الحقول، سواء في الكويت أو خارجها.

الأمين العام للجائزة، الروائية بثينة العيسى، قالت إن: "الجائزة انطلقت بمبادرة من القطاع الأهلي، وتم إطلاق الجائزة بمساهمة عددٍ من الشركات والمبادرين في القطاع الأهلي، بالتعاون مع (المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب)".

وتضم قائمة الشركاء المحليين: شركة فوزك التعليمية، وشركة علي عبدالوهاب المطوع التجارية، وكيو انترناشيونال كونسلتنتس، وجمعية سلطان التعليمية، ومبرة صباح السالم المبارك الصباح، وورثة شملان يوسف بن عيسى، وزيبوم الكويت، والكويت خبراء الحلول، اكس واي ستوديو، ومكتبة تكوين.

ويترأس مجلس الأمناء عبد العزيز السلطان، بعضوية كل من فيصل علي عبد الوهاب المطوع، وياسمين فوزي الصالح، وسليمان العسكري، والشيخة مريم محمد صباح السالم، ومحمد الشيخ يوسف بن عيسى، وعبد الوهاب عارف العيسى، في حين تضمَّن المجلس التنفيذي كلاً من يوسف شملان العيسى، بثينة العيسى، ومحمد العتابي.

يُذكر أن الجائزة بإدارة وإشراف مكتبة ومنشورات تكوين في الكويت، وتستقبل المشاركات عن طريق الموقع الإلكتروني للجائزة (https://ybeaward.com/) وذلك حتى يوم 20 من شهر سبتمبر المقبل.

وبحسب موقع الجائزة، فإنه "تقديرًا لمكانة الرَّاحل، الشيخ يوسف بن عيسى القناعي، رحمه اللّه، باعتباره أحد روَّاد النهضة في تاريخ الكويت، وأحد أبرز الرُّموز الوطنية على السُّوح الثقافية والاجتماعية والسِّياسية، وتثمينًا للدَّور الحيوي الذي لعبهُ الراحل في تطوير التعليم ونهضة الآداب، والإصلاح الدِّيني والاجتماعي، والتأسيس التشريعي والنيابي والمَدني، أُنشئت "جائزة يوسف بن عيسى للكتاب"، كي تُمنحَ سنويًّا لصنَّاع الثقافة والمفكِّرين والأدباء، تكريمًا لمساهماتهم في مجالات الآداب والعلوم الإنسانية، بما يصبُّ في إثراء المشهد الثقافي في الفضاء العربي".

وتتكوَّن الجائزة من ثلاثة فروع، تمثُّل جزءًا من حقول الاشتغال التي استحوذتْ على اهتمام الرَّاحل، الشيخ يوسف بن عيسى، رحمه الله، مثل الآداب والتاريخ والعلوم الاجتماعية والدراسات التعليمية والتنموية، تُحَدَّد كلَّ سنة بما يرفد الوعي العربي، والذاكرة العربية.

وتبدأ في شهر سبتمبر المقبل عملية تقييم الأعمال المقدمة، وتعلن القوائم الطويلة في شهر نوفمبرـ فيما تعلن القوائم القصيرة في شهر فبراير من العام المقبل 2026، ويقام المؤتمر السنوي للجائزة وحفل الإعلان عن الفائزين في شهر أبريل من العام المقبل 2026.

وتبلغ القيمة الإجمالية لجميع فروع "جائزة الشيخ يوسف بن عيسى للكتاب" 9,000 دينارٍ كويتيٍّ، بواقع 3,000 دينارٍ كويتيٍّ لكل فرع من فروعها الثلاثة.

يرأس مجلس أمناء الجائزة د. عبدالعزيز سلطان العيسى، وهو من الشخصيات الرائدة في مجالات الهندسة والتعليم والإدارة في الكويت، إذْ امتدت مسيرته المهنية لأكثر من أربعة عقود من العطاء والإنجاز. بين عامي 1961 و1971، حصل على درجات البكالوريوس والماجستير والدكتوراه في الهندسة المدنية من جامعة ميشيغان في الولايات المتحدة الأمريكية.

بدأ حياته المهنية في وزارة الأشغال العامة بين عامي 1962 و1973، مساهمًا في مشاريع الدولة الحيوية، ثم ساهمَ في تأسيس شركة "كيو إنترناشيونال كونسلتنغ" عام 1973 شريكًا ومديرًا تنفيذيًا. كما شغل عضوية مجلس إدارة "شركة البترول الوطنية" و"شركة الصناعات البتروكيماوية" حتى عام 1975.

وفي المجال التربوي، كانت له بصمة واضحة، إذْ تولى في عام 1979 رئاسة "جمعية سلطان التعليمية"، و"المجلس الوطني لتقييم التعليم" بين 1980 و1984. كما كان عضوًا في مجلس الدراسات العُليا ومجلس كلية العلوم الاجتماعية بجامعة الكويت حتى عام 2009، مساهمًا في رسم سياسات التعليم العالي، في وزارتي التعليم العالي والتربية خلال الفترة 1986 – 1988.

على صعيد الاقتصاد، تولى رئاسة مجلس إدارة "بنك الخليج" من عام 1989 حتى 1992، كما ترأس شركة "التعبئة والصناعات البلاستيكية" عام 1990، واختتم مسيرته التعليمية برئاسة كلية ماسترخت لإدارة الأعمال في الكويت عام 2003. يمثل الدكتور العيسى نموذجًا يجمع بين التخصص الأكاديمي والخبرة الميدانية، ساهمَ في تطوير قطاعات التعليم والهندسة والاقتصاد برؤية وطنية راسخة.

ويضم المجلس في عضويته: فيصل علي عبدالوهاب المطوَّع، الذي وُلد في عام 1945 لعائلة ذات تاريخ حافل في التجارة والإنتاج. تأثر برؤية والده في عالم الأعمال، فتابع دراسته في الجامعة الأمريكية ببيروت، حيث لعب دورًا قياديًا في تنظيم الطلبة، وحصل على بكالوريوس في إدارة الأعمال والسياسة. في عام 1970، توجَّه إلى عالم الأعمال، فانضمَّ إلى الشركة العائلية، وساهم في توسعتها وتعزيز شراكاتها.

و د. سليمان العسكري، وهو قامة كويتية جمعت بين البحث الأكاديمي والعمل الثقافي، بدأ رحلته العلمية في جامعة القاهرة ثم مانشستر، ليعود إلى جامعة الكويت مدرسًا للتاريخ. بين جدران الجامعة، لم يكتفِ بالتدريس، بل أسهم في إثراء الحياة الثقافية أمينًا مساعدًا ثم أمينًا عامًا للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب.

و د. ياسمين فوزي الصالح، وهي خبيرة في الدراسات الشرق أوسطية وتاريخ الفن والعمارة، حاصلة على بكالوريوس في الفلسفة من كلية برين ماور عام 1996، وماجستير في تاريخ الفن من جامعة بنسلفانيا عام 2002، وماجستير في الدراسات الشرق أوسطية من جامعة هارفارد عام 2006، مع إكمال رسالة دكتوراه تجمع بين التخصصين.

ومريم محمد صباح السالم، وهي تتولى منصب مدير عام "مبرة صباح السالم المبارك الصباح"، وهي مؤسسة غير ربحية أسَّسها أمير الكويت الراحل في عام 1976؛ تهدف إلى دعم سعي الطلاب المتميِّزين للتعليم العالي والبحث العلمي.

ومحمد الشيخ يوسف بن عيسى، الذي ولد في الكويت عام 1945 في الكويت، درس المرحلة المتوسطة في المدرسة المباركية، والمرحلة الثانوية في ثانوية الشويخ، حاصل على شهادة البكالوريوس في الرياضيات عن جامعة فورت لويس في الولايات المتحدة الأمريكية.

وعبدالوهاب عارف العيسى، الذي ولد في الكويت 17 مارس 1988، حصل على شهادة البكاليريوس في العلوم السياسية من جامعة الكويت. عمل في الإعلام بإدارة وتقديم برامج حوارية سياسية، عضو مجلس أمة سابق، مؤسس شركة بوتيكات.

وتتكون الإدارة التنفيذية للجائزة من بثينة العيسى الأمينة العامة، وهي كاتبة وروائية كويتية، من مواليد عام 1982. حائزة على شهادة الماجستير في إدارة الأعمال من جامعة الكويت عام 2010. عملت في القطاع الحكومي من عام 2006 ولغاية 2013، ثم انتقلت إلى العمل الحر، وأسَّست مكتبة ومنشورات "تكوين".

متفرغة للجهد الثقافي منذ 2013، وتنظِّم مبادراتٍ تعزز دور القطاعين الأهلي والحكومي في إنهاض العمل الثقافي والأدبي في الكويت.

صدرَ لها أكثر من 15 مؤلَّفًا في الرواية والكتابة الإبداعية وأدب الطفل. حائزة على جائزة الدولة التشجيعية لمرَّتين. تأهَّلت روايتها "حارس سطح العالم" إلى القائمة القصيرة لجائزة الكتاب الوطني الأمريكية؛ عن فرع الأدب المترجم لعام 2024، ورُشِّحتْ من قِبل "مجلة التايم" الأمريكية في قائمة الكتب التي ينبغي قراءتها.

و يوسف شملان العيسى، عضو المجلس التنفيذي للجائزة، وهو حاصل على درجة الماجستير في إدارة الأعمال من جامعة هارفرد عام 2000، وشهادة البكالوريوس في الاقتصاد الدولي من جامعة جورج تاون عام 1994. أسَّس وترأَّس عددًا من شركات القطاع الخاص بدولة الكويت ومملكة البحرين. عضو سابق في المجلس الأعلى للتخطيط بدولة الكويت (2014 - 2018)، وعضو سابق في اللجنة العليا للمخطط الهيكلي (2016 - 2018).

ومحمد ماجد العتَّابي، منسق الجائزة، وهو شاعر وسيناريست عراقي ، من مواليد عام 1989. حاصل على بكالوريوس في إدارة الأعمال والتسويق من جامعة الكويت عام 2010. شغلَ عدة مناصب إدارية واستشارية في قطاعات صناعية وتجارية بالقطاع الخاص. شريك مؤسَّس ومدير عام مكتبة ومنشورات "تكوين" (الكويت/ العراق)، و"مشروع تكوين الثقافي". صدرتْ له مجموعتان شِعريتان: "بابٌ يُحدِّقُ في عينيَّ" عام 2015، و"هروبُ الريح من مُدن الحِجارة" في عام 2018؛ الذي تُرجم إلى الفارسية والإسبانية.

صدرَ له في مجالِ أدب الطفل "كل شيءٍ سيكون على ما يُرام" في عام 2018؛ الذي وصل إلى القائمة النهائية لجائزة "اتصالات" لكتاب الطفل (فئة أفضل نص). أُنتِجت له عدة أعمال سيناريو وحوار، ونَشرَ العديد من مقالاته الثقافية في الصحف والمواقع العربية؛ كما شاركَ في العديد من الأمسيات الشعرية في الملتقيات الثقافية الكويتية والعربية والدولية.

هذا، وقد تقدّم المجلس التنفيذي لـ"جائزة الشيخ يوسف بن عيسى للكتاب"، بأسمى آيات الامتنان للسيد فوزي مساعد الصَّالح، حفيد الشيخ يوسف بن عيسى القناعي، على تقديم الدَّعم الأكبر في إطلاق الجائزة، وتبنِّيه لرعاية الفكرة منذ بداياتِها.

وختاما، فإن هذه الجائزة محاولة لإحياء نموذج قديم من العمل الوطني، القائم في أساسه على الأخذ بزمام المبادرة، ونهوض القطاع الأهلي بمسائل النَّهضة التعليمية والثقافية والمدنية، أسوة بما حدث عام 1911 مع تأسيس المدرسة المباركية، حين قام رجالات الكويت، وعلى رأسهم الشيخ يوسف بن عيسى القناعي، بوضع مقدَّراتهم المادية والمعرفية من أجل بناء أول مدرسة للتعليم النظامي في الكويت.

وهذا النموذج، البسيط والفعّال، يبدو الأقدر على الإجابة على أسئلتنا الأكثر إلحاحًا، حول معنى الهوية الوطنية، بما تتضمنه من انفتاح على هويَّات أخرى، وتحويل الذاكرة من حالتها المتحفيَّة الرَّاكدة إلى مُمارسة وسلوك، ومواصلة التبادل والتجسير في المناخ المعرفي والثقافي العربيين، على طريقة الآباء المؤسسين الذي طلبوا العلم في مكة والأحساء والبصرة والقاهرة وفلسطين، بما يتناقض مع دعاوى الانفصال والتشرذم.