لقاء خاص مع السفيرة الدكتورة لويزة نعيمى أوصالح: لا نهضة في العالم العربي دون تمكين المرأة

حليمة محمد براهمى
لقاء خاص مع السفيرة الدكتورة لويزة نعيمى أوصالح: لا نهضة في العالم العربي دون تمكين المرأة


لويزا أوصالح

في إطار فعاليات "اليوم الإفريقي" الذي نظّمته شركة المقاولون العرب بالجيزة مؤخرًا، التقى موقع Caffeine Art News بالدكتورة **لويزة نعيمى أوصالح**، رئيسة سفراء "المرأة العربية في العالم"، في حديث خاص أكدت فيه على أهمية إبراز الدور الحقيقي للمرأة العربية، ومساهمتها الفاعلة في بناء المجتمعات، معتبرة أن نهضة القارة الإفريقية والعالم العربي لا يمكن أن تتحقق دون تمكين المرأة في مختلف الأصعدة، لاسيما الثقافية والسياسية. وقالت الدكتورة أوصالح إن أي مشروع حضاري لا يمنح المرأة دورًا محوريًا في صناعته لا يمكن أن يُعتبر مشروعًا محترمًا أو ناضجًا


. Caffeine Art News تسأل:* دكتورة لويزة، ما طبيعة علاقتكم بجمهورية مصر العربية؟ وكيف أثرت هذه العلاقة على مسيرتكم الشخصية والمهنية؟


أوصالح تجيب: قبل أن أبلغ هذا المستوى من التمثيل القيادي والدبلوماسي، كانت جذوري راسخة في الجزائر، بلدي الأم ومصدر إلهامي. أفتخر بكوني ابنة مجاهد ومناضل في صفوف الحركة الوطنية الجزائرية، وهو إرث أحمله بكل اعتزاز. وجودي اليوم في مصر، هذا البلد العظيم الذي طالما احتضن أبناء الأمة العربية، هو نعمة كبيرة في حياتي. وجدت في مصر دفئًا وإنسانيةً وشعورًا بالانتماء، وكأنني لم أغادر الجزائر. إنني أعتبرها امتدادًا روحيًا وثقافيًا لي، خاصة وأن علاقتي بها تعززت على الصعيد الشخصي بزواجي من رجل مصري أقدّره كثيرًا، وأعتبره نموذجًا للوفاء والأخلاق النبيلة. تعرفت عليه من خلال مشاركتنا في فعاليات "مركز السلام العالمي"، حيث جمعنا هدف مشترك هو نشر ثقافة السلام ومكافحة الفساد والتطرف. هذه المبادئ الإنسانية المتقاربة صنعت رابطًا قويًا بيننا، انعكس بشكل إيجابي على حياتي المهنية والإنسانية داخل مصر.


ما طبيعة مشاركتكم في الحفل الذي نظمته السفارة الجزائرية بالتعاون مع الجالية الجزائرية في مصر؟ وكيف ترين دور الأطباء والمهنيين الجزائريين في المهجر؟


*أوصالح:* مشاركتي في هذا الحفل كانت عميقة في بعدها الوطني والوجداني. لم يكن مجرّد لقاء بروتوكولي، بل لحظة صدق ودفء جمعتنا بأبناء الوطن. كانت فرصة لتجديد الروابط وتعزيز روح الانتماء، والتأكيد على أن الجزائر حاضرة في قلوبنا رغم المسافات. الحفل الذي نظمته السفارة بالتعاون مع الجالية، حمل رسالة قوية: نحن كجزائريين متّحدون حول ثوابتنا، وهويتنا الأصيلة العربية والأمازيغية. وبصفتي ممثلة في محافل قارية ودولية، أؤمن أن مسؤوليتنا تتعدى حدود المهنة؛ فنحن سفراء لبلدنا في كل محفل وإنجاز، وفي كل تواصل إنساني أو علمي.


وما هي أكبر أمنية تحملينها في قلبك في ظل هذه الفعاليات التي تجمع الجزائريين في المهجر؟


*أوصالح:* أمنيتي الكبرى أن نرى الشعوب العربية، لا سيما الشباب، تسير بخطى ثابتة نحو الوحدة والتضامن الحقيقي، مستلهمة من تنوعها الحضاري والثقافي. الحلم الأكبر أن نُحسن استثمار هذا التنوع، ونجعل منه جسرًا لا حاجزًا. كما أتمنى أن تنهض كل أسرة عربية بدورها في غرس قيم الانتماء وحفظ التراث في نفوس الأبناء، لأن ذلك هو الضامن الوحيد لعدم تلاشي ذاكرتنا الوطنية. ومن الجميل أن نرى المؤسسات والحكومات العربية بدأت تعي أهمية هذه المبادرات، وتخصص لها مساحات للتبادل والتقارب الثقافي بين الشعوب.

خاتمة:* حملت كلمات الدكتورة لويزة نعيمة أوصالح صوت المرأة العربية الواعية، وعبّرت عن روح قيادية مؤمنة بضرورة التكامل بين الأصالة والحداثة، بين الجذور الوطنية والانفتاح العالمي. في زمنٍ تزداد فيه الحاجة إلى نماذج نسائية ملهمة، يظل صوتها من الأصوات التي تستحق الإصغاء، لا لكونها قيادية فحسب، بل لأنها تُجيد الإصغاء لنبض الوطن أينما حلّت.