في أبوظبي الدولي للكتاب 2025 عبد الله بلحيف النعيمي ينسج من القصائد وطناً من الضوء

حجاج سلامة
في أبوظبي الدولي للكتاب 2025  عبد الله بلحيف النعيمي ينسج من القصائد وطناً من الضوء



أبوظبي، الإمارات العربية المتحدة، 28 أبريل 2025 –في أمسية امتزجت فيها مشاعر الانتماء لعبق القصيدة وجمالياتها، احتضن مجلس ليالي الشعر، أمس، ضمن فعاليات معرض أبوظبي الدولي للكتاب، الذي ينظمه مركز أبوظبي للغة العربية، أمسية شعرية حملت عنوان "يداً بيد" شارك فيها معالي الشاعر الدكتور عبد الله بلحيف النعيمي، رئيس المجلس الاستشاري لإمارة الشارقة، فيما حاوره سعادة سعيد حمدان الطنيجي، المدير التنفيذي لمركز أبوظبي للغة العربية.

واستهلّ النعيمي حديثه بالإشادة بالمبادرة الوطنية، التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، معلناً العام 2025 عاماً للمجتمع تحت شعار "يداً بيد".

وتوقف النعيمي عند رمزية هذا الشعار، مشيراً إلى أنه يعبّر عن عمق إنساني يتناغم مع خصوصية المجتمع الإماراتي، وقال: "مجتمعنا اليوم، بما شهده من تطور خلال الخمسين عاماً الماضية، في حاجة إلى وعي أكبر لاستيعاب التغيرات المتسارعة، وتجديد معاني التلاحم والتفاهم، لتعزيز هويتنا الوطنية المنفتحة على الآخر." وأضاف أن مجتمع الإمارات، الذي بلغ آفاقاً غير مسبوقة في مختلف الميادين، يحتاج إلى توحيد الصفوف والرؤى، متسلحاً بروح التسامح والفهم العميق للذات والآخر.

وأمام جمهور غفير من محبي الشعر الشعبي، ألقى النعيمي مجموعة من قصائده العذبة التي جمعت بين متانة النص ورهافة المعنى، مستهلاً بقصيدته التي حملت عنوان الأمسية:

"يداً بيد إلى الأبد الكل منا قد وعد

وطن السلام وبيته قد زادنا عزاً ومجد

به تعالى صوتنا وبه نرى خيراً وسعد

العمر في أحضانه ينال عدّاً وعدد

وطن المحبة إنني قد جئت مفتوناً ووجد"

وقد بدا واضحاً أن الدكتور النعيمي لا يكتب القصيدة إلا ليمنحها مهمة نبيلة؛ فهي عنده ليست مجرد إيقاع جميل بل مشروع رؤية وفلسفة حياة.

وتناول النعيمي خلال أمسيته قضايا متعددة، بدءاً من الوطن وقيمه، مروراً برحلة الإنسان في الكون والحب والخوف، وصولاً إلى شخصية ابن سينا كرمز للعلم والإنسانية.

وخلال حديثه شبّه النعيمي الوطن بسفينة مبحرة تواجه تحديات شتى، مؤكداً أن لا سبيل للنجاة إلا بوحدة الصفوف وحكمة القيادة، موضحاً: "لا يمكن الحديث عن الوطن من دون الحديث عن قائده، وسيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، هو ربان سفينتنا الذي يقودها بوعي إلى بر الأمان، ويحميها من تقلبات العواصف."

وفي حديثه عن مصادر إلهامه الشعري، كشف النعيمي عن تأثره بشخصيات عربية عظيمة، على رأسها أبو الطيب المتنبي، رمز الحكمة والاعتداد بالشعر العربي، ومحمد مهدي الجواهري، أحد أبرز شعراء العصر الحديث في اللغة العربية.

وعلى المستوى المحلي، أبدى إعجابه الكبير بتجربة الشاعر الإماراتي سعيد بن أحمد العتيبة (بو مانع)، وخص بالذكر أيضًا الشاعر الكبير راشد الخضر، الذي أبدع في الجمع بين القصيدة النبطية والقصيدة الفصيحة بموهبة فريدة.

واختتم النعيمي أمسيته بقصيدة مهداة لمعرض أبوظبي الدولي للكتاب، حملت بين أبياتها احتفاءً بالكلمة والنور:

"معرض النور والتنوير لقيانا

في كل عام يناجي الشعر ممسانا

فمرحباً يا رفاق الدرب دُرّته

يا نخبة الدار يا أهلاً وخلانا

بكُم يرى النشر والكُتاب زينته

وفي أبوظبي يلقى الفكر نيشانا

هذي معارضها في القلب راسخة

تحوي النفائس أشكالاً وألوانا"

كادر//

يُذكر أن الدكتور عبد الله بن محمد بلحيف النعيمي مهندس وشاعر وسياسي إماراتي بارز، شغل مناصب وزارية مرموقة، وحاز جائزة "كنز الجيل"، التي ينظّمها مركز أبوظبي للغة العربية عن ديوانه "عشق يتجدّد"، وله في رصيده الأدبي أربعة مؤلفات:

"زايد والوطن"

"كورونيات"

"عشق يتجدد"  (شعر نبطي)

"همس الأماكن" ((ديوان شعر)

وقد أثبت عبر مسيرته الإبداعية أن الكلمة الطيبة، كما الوطن، تُبنى بالمحبة والعقل والخيال المضيء.                                                                                             

-انتهى- 

نبذة عن مركز أبوظبي للغة العربية:

تأسس مركز أبوظبي للغة العربية، الذي يتبع دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي، بموجب قانون صادر عن رئيس الدولة لدعم اللغة العربية، ووضع إستراتيجيات عامة لتطويرها والنهوض بها علمياً، وتعليمياً، وثقافياً ،وإبداعياً، وتعزيز التواصل الحضاري، وإتقان اللغة العربية على المستويين المحلي والدولي، بالإضافة إلى دعم المواهب العربية في مجالات الكتابة، والترجمة، والنشر، والبحث العلمي، وصناعة المحتويين المرئي والمسموع، وتنظيم معارض الكتب، ودعم صناعة النشر في المنطقة، ولتحقيق ذلك يعتمد المركز على برامج متخصصة، وكفاءات فذة، وشراكات مع كُبريات المؤسسات الثقافية والأكاديمية والتقنية حول العالم، انطلاقاً من مقره في العاصمة الإماراتية أبوظبي.


لمحة عن دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي:

تتولى دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي قيادة النمو المستدام لقطاعي الثقافة والسياحة في الإمارة، وتغذي نمو العاصمة الاقتصادي، وتساعدها على تحقيق طموحاتها وريادتها عالمياً بشكل أوسع. 

ومن خلال التعاون مع المؤسسات التي ترسخ مكانة أبوظبي وجهة أولى رائدة؛ تسعى الدائرة إلى توحيد منظومة العمل في القطاع حول رؤية مشتركة لإمكانات الإمارة، وتنسيق الجهود وفرص الاستثمار، وتقديم حلول مبتكرة، وتوظيف أفضل الأدوات والسياسات والأنظمة لدعم قطاعي الثقافة والسياحة.

وتتمحور رؤية دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي حول تراث الإمارة، ومجتمعها، ومعالمها الطبيعية. وهي تعمل على ترسيخ مكانة الإمارة وجهة للأصالة والابتكار والتجارب المتميزة متمثلة بتقاليد الضيافة الحية، والمبادرات الرائدة، والفكر الإبداعي.


نبذة عن معرض أبوظبي الدولي للكتاب:

يُعد معرض أبوظبي الدولي للكتاب، الذي انطلق في العام 1981، منصة ثقافية دولية رائدة تجمع الناشرين والمثقّفين والمتخصّصين والمكتبات والوكلاء والمؤسسات الثقافية والإعلامية لتبادل الأفكار والخبرات، واستكشاف الفرص، وتعزيز التواصل والتعاون حول قطاع النشر والصناعات الإبداعية. 

ويستضيف الحدث السنوي، دور نشر عربية وإقليمية ودولية، كما يُقدّم برنامجاً ثقافياً ومعرفياً متكاملاً يشمل الجوانب الثقافية والمهنية والتعليمية والإبداعية والترفيهية، إلى جانب فعّاليات، ومحاضرات، وجلسات نقاشية، وورش عمل متخصّصة بمشاركة نخبة من الأدباء والمثقّفين، ما يُسهم في تطوير قطاع النشر والصناعات الإبداعية، ويعزّز قدرات الناشرين المحليين والعرب ويفتح آفاقاً جديدة أمامهم.