قطر تُتوّج الفائزين بجائزة الكتاب العربي .. قائمة الكتب الفائزة ضمت 17 كتاباً من بين أكثر من 1200 ترشح من 35 دولة

حجاج سلامة
قطر تُتوّج الفائزين بجائزة الكتاب العربي .. قائمة الكتب الفائزة ضمت 17 كتاباً من بين أكثر من 1200 ترشح من 35 دولة


الجائزة نظمت ندوة حول "لغة الكتاب العربي" بحضور الفائزين وعدد من المفكرين والأكاديميين


شهدت العاصمة القطرية الدوحة – مطلع هذا الأسبوع، تتويج الفائزين بجائزة الكتاب العربي في دورتها الثانية، وذلك خلال حفل أقيم بحضور سعادة السيدة لولوة بنت راشد بن محمد الخاطر وزير التربية والتعليم والتعليم العالي، وعدد من كبار المسؤولين وأصحاب السعادة السفراء المعتمدين.

وقام الدكتور حسن النعمة الأمين العام للجائزة، بتكريم أحد عشر فائزا في فئة الكتاب، وستة فائزين في فئة الإنجاز.

جائزة الكتاب العربي، هي جائزة سنوية أطلقتها دولة قطر في مارس 2024، ومدارها الكتاب المؤلف باللغة العربية، وتهدف إلى تكريم الباحثين ودور النشر والمؤسسات المساهمة في صناعة الكتاب العربي.

وخلال الحفل، أعلن السيد عبدالرحمن المري، المستشار الإعلامي للجائزة، أسماء الفائزين بجوائز هذه الدورة، والذين توزّعوا على قائمتين: قائمة أولى ضمت  الفائزين بجائزة الكتاب العربي في فئة الكتاب المفرد، والثانية هي قائمة فئة الإنجاز، ولفت "المري" إلى أن الجائزة تلقت في دورتها الثانية 1200 ترشيحا من 35 دولة من العالم العربي وخارجه.

وقد فاز بالجائزة هذا العام، في فئة الكتاب المفرد في مجال الدراسات التاريخية، حافظ عبدولي بالمركز الأول عن كتابه "من تريبوليتانيا إلى أطرابلس: المشهد التعميري خلال العصر الوسيط المتقدم بين التواصل والتحولات"، وجاء يونس المرابط في المركز الثاني عن كتابه "فتح الأندلس في الاستشراق الإسباني المعاصر ما بين النفي والإثبات".

وفي مجال الدراسات اللغوية والأدبية جاء في المركز الأول عبدالرحمن بودرع عن كتابه "بلاغة التضاد في بناء الخطاب - قضايا ونماذج"، وفي المركز الثاني محمد عبدالودود أبغش عن كتابه "الأبنية الشرطية اللاواقعية - مقاربة لسانية عرفنية"، بينما حل محمد غاليم بالمركز الثالث عن كتابه "اللغة بين ملكات الذهن - بحث في الهندسة المعرفية".

أما في مجال الدراسات الاجتماعية والفلسفية فقد فاز (في الفلسفة) محمد الصادقي بالمركز الثاني عن كتابه "الوجود والماهية بين أبي علي ابن سينا وفخر الدين الرازي"، وبالمركز الثالث عبدالرزاق بلعقروز عن كتابه "الاتصاف بالتفلسف: التربية الفكرية ومسالك المنهج، وبالمركز الثالث (مكرر): يوسف تيبس عن كتابه "مفهوم النفي في اللسان والمنطق"، أما في علم الاجتماع فقد فاز بالمركز الثاني: عبدالقادر مرزاق عن كتابه "الاستعارة في علم اجتماع ماكس فيبر وزيغمونت باومان".

وفي مجال العلوم الشرعية والدراسات الإسلامية، حيث جاء في المركز الثاني الحسان شهيد عن كتابه "رسالة الشافعي: في السياق والمنهاج والخطاب دراسة في نظرية المعرفة الأصولي".

وفي مجال الموسوعات والمعاجم وتحقيق النصوص، فاز بالمركز الثالث كل من محمود العشيري وعبدالعاطي الهواري ومحمد البدرشيني عن كتابهم "الرصيد اللغوي المسموع: قائمة معجمية لرصيد مسموع الطفل العربي من الفصيحة بناء على مدونة محوسبة".

كما تم تتويج الفائزين في فئة الإنجاز لكل من الأفراد والمؤسسات، حيث فاز من الأفراد كل من الكتاب: أحمد المتوكل، ورمزي بعلبكي، وإبراهيم القادري بوتشيش، إلى جانب تتويج المؤسسات وشملت معهد المخطوطات العربية التابع لجامعة الدول العربية ومقره القاهرة، وكرسي الأستاذ الدكتور عبد العزيز المانع للغة العربية وآدابها بجامعة الملك سعود في المملكة العربية السعودية، ودار النشر دار الكتاب الجديد المتحدة.

وفي كلمته بحفل تتويج الفائزين، قدّم أمين عام الجائزة، الدكتور حسن النعمة، التهنئة للفائزين، وأكد على أن هذه الجائزة ليست مجرد تكريم للمؤلفين، بل تجسيد لمواكبة الأمة لمسيرة الفكر الإنساني، واستلهام لتراثها العربي العريق.

ولفت "النعمة" إلى أن التراث العربي كان ولا يزال رافدا أساسيا للمعرفة الإنسانية، مشددا على أهمية دور الأدباء والمفكرين في تعزيز الوعي الثقافي وترسيخ القيم الفكرية.

واعتبر أن الجائزة ليست مجرد تكريم للكتاب، بل هي تعبير عن مواكبة أمتنا لمسيرة الفكر الإنساني، واستلهام لتراثنا العربي العريق الذي قدم للبشرية زادا معرفيا نفتخر به على مر العصور.

ووصف الحضارة العربية بأنها تُشكل منارة هادية، ومرجعا أصيلا، وإرثا غنيا بالعلوم والمعرفة.

وفي كلمته التي ألقاها باسم الفازئة بالجائزة، قال الدكتور رمزي بعلبكي، إن الكتاب في جوهره، ليس مجرد صفحات مكتوبة، بل هو صرح معرفي يبني العقول، ويؤسس للنهضة، واضاف بأن التحديات التي تواجه الكتاب اليوم كثيرة، خاصة في ظل التطور التكنولوجي ودخول الذكاء الاصطناعي إلى مجالات التأليف والترجمة والتحليل اللغوي وغير ذلك.

رأى بأن جائزة الكتاب العربي، تأتي كخطوة مهمة لمواجهة تلك التحديات، ودعم الإنتاج المعرفي الأصيل الذي يحمل بصمة الإبداع الإنساني.

لغة الكتاب العربي

هذا، وقد شهدت الدوحة، ندوة بعنوان "لغة الكتاب العربي: شؤون وآفاق"، نظمتها جائزة الكتاب العربي، شارك فيها الكتاب الفائزين بالجائزة، وعدد من المفكرين والأكاديميين.

وقد شهدت الندوة العديد من المداخلات والنقاشات التي توزعت على جلستين، وقد شهدت الجلسة الأولي عدة مداخلات هي: "تأنيس المصطلح المنطقي في كتاب التقريب لحد المنطق لابن حزم الأندلسي"، وتحدث فيها للدكتور كيان أحمد حازم، أستاذ اللغويات في جامعة بغداد، والذي تناول الآليات التي اتبعها ابن حزم في كتابه من أجل تأنيس المصطلح المنطقي وتقريبه إلى دائرة موسعة من المتلقين العرب. و "الكوني والفراغ المضموني للدلالة الفلسفية في النص الفلسفي العربي المعاصر"، وتحدثت فيها الأكاديمية الدكتورة نورة بوحناش، من قسم الفلسفة بكلية العلوم الإنسانية والعلوم الاجتماعية في جامعة قسنطينة. و "الأبعاد اللغوية في مشروع طه عبد الرحمن"، وتحدث فيها الأكاديمي التركي الدكتور محمد أنس سرميني، و"في سبيل الوضوح الفكري: زكي نجيب محمود والتحول اللغوي في الفلسفة"، وتحدث فيها الدكتور صلاح إسماعيل، أستاذ الفلسفة المعاصرة بكلية الآداب في جامعة القاهرة. و" نظرات في البيان العربي: عن المشروع اللساني"، وتحدث فيها الدكتور عدنان أجانة، أستاذ النحو والصرف بكلية الآداب في جامعة عبد المالك السعدي بالمغرب،.

واستعرضت الجلسة الثانية خمس مداخلات قدّمها الدكاترة مختار الغوث، الذي تحدث عن "لغة الكتاب والكتابة في الثقافة العربية"، ولؤي علي خليل،الذي تحدث عن "هل ثمة لغة بريئة؟ دراسة في تحيزات اللغة العربية"، وأحمد صنوبر، الذي تحدث عن "لغة الكتاب الأكاديمي في الدراسات الإسلامية"،والأصم البشير التوم، الذي تحدث عن "بناء الجملة وأثره في إيصال الفكرة في الكتاب العربي"، وجعفر الحاج السلمي، الذي تحدث عن "واقع الكتاب المترجم إلى العربية المعاصرة".