صدور المجموعة القصصية (المرأة التي فقدت ظلها) للكاتب أحمد حسين حميدان عن دائرة الثقافة بالشارقة

حجاج سلامة
صدور المجموعة القصصية (المرأة التي فقدت ظلها)  للكاتب أحمد حسين حميدان عن دائرة الثقافة بالشارقة



صدر مؤخراً عن دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة المجموعة القصصية (المرأة التي فقدت ظلها) للكاتب السوري أحمد حسين حميدان.

 تدور قصص المجموعة حول الأحداث الدامية السورية والفلسطينية وخصوصاً في غزة حيث أن السياق السردي فيها وهب معظم مساحته لرصد القيامة السورية ونشورها الشعبي الدامي الذي نهض من أجل صياغة حياة حرة كريمة تتحرر من آفات العيش المتعددة وقيودها المختلفة التي تكم من بوح التعبير وتحد من فضاء الحلم، والأمر عينه  يتكرر بألوان أخرى في غزة الفلسطينية، فبينما يكون العدو في الساحة السورية سلطة القمع والاستبداد يتحول في ساحة غزة إلى عدو إسرائيلي محتل وأمام هذا العدوان للحرية.

 يرصد السياق السردي القصصي عند الكاتب السوري أحمد حسين حميدان الاستشهاد الذي يقدمه بأشكال مختلفة، فمرة بسبب حمم الموت التي تقذفها الطائرات من سماء نارية تحوّل أبنية ما تحتها أنقاض تبدو مقابر كبيرة لجميع ساكنيها، ومرة ينطلق الموت من فوهة مدفعية رابضة على أرض الجحيم أو على دبابة من لهب صورته مجموعة الكاتب حميدان القصصية ضمن بنية تقوم على الرصد الواقعي والتخييلي أيضاً وفق بنائية فنية يهجس فيها التميز والاختلاف عن غيره من الأدباء الذين تناولوا عبر نتاجاتهم المتعددة والمختلفة ذات الحدث أو ما يشبهه.

 وفي فضاء مجموعة الكاتب أحمد حسين حميدان المعتمد في رصده على البنية السردية الواقعية المتداخلة مع البنية التخييلية نقدم مثالاً من أبطال قصصه وهم يواجهون الموت فيقول أحدهم وهو يختبئ في مدخل بناء طابقي إثر هطول القذائف فوق الأبنية: (بينما كنت أستطلع أماكن سقوط القذائف، كان الموت يقهقه حولي ويقول لي لا تخف لم يحن دورك بعد!..) وفي قصة أخرى يصحو أحد الأموات بعد أن ينفتح عليه القبر بعد إصابته بقذائف عشوائية لم تسلم منه المقبرة ويعتقد أن القيامة حانت وبدأت ساعة الحساب ويمضي باتجاه بيته بعد أن رأى خلو الشوارع وعلى جوانبها أنقاض الخراب، وحين يصل مكان سكن أسرته المتهدم يخاطب زوجته وأولاده: (أين أنتم أخرجوا من قبوركم أنا خرجت من قبري!..).

وهكذا بأسلوب فني لافت وبرصد متميز يقدم الكاتب أحمد حسين حميدان مجموعته القصصية (المرأة التي فقدت ظلها) اختار عبرها أحداثاً لقصصه رسم من خلالها مشاهد تطمح تصوير وقائع ستبقى خالدة في السياق السردي الإبداعي كما السياق التاريخي بل وتزيد عليه في بنائية تعبيرية لن تكتفي عبرها بتسجيل الوقائع وأحداثها بل ستضيف عليها صوت نبض وآمال وأحلام من عاشها واكتوى بلظاها من البداية وبلا انتهاء.