مهرجان الظفرة للكتاب 2024 يروي سيرة شاعر الجمال عتيج بن روضة الظاهري

حجاج سلامة
مهرجان الظفرة للكتاب 2024 يروي سيرة شاعر الجمال عتيج  بن روضة الظاهري


أبوظبي، 10 ديسمبر 2024: افتتحت "حضيرة بينونة"، إحدى أحدث فعاليات مهرجان الظفرة للكتاب 2024، الذي ينظمه مركز أبوظبي للغة العربية حتى 15 ديسمبر الجاري، أولى جلساتها الحكائية بسرد سيرة "شاعر الجمال" الإماراتي عتيج بن روضة الظاهري، والإضاءة على تجربته الشعرية.

وفي أجواء تحاكي مشهدية تراثية؛ حيث كان الناس يجتمعون حول الحكواتي للاستماع إلى قصصه الشائقة بينما يتم تحضير القهوة على نيران الحطب؛ تحدثت لطيفة الدرمكي، من قسم المكتبات المتخصصة في مركز أبوظبي للغة العربية، عن طفولة الشاعر الذي ولد في واحة الجيمي بمدينة العين في العام 1940، والظروف الصعبة التي عاشها بعد وفاة والده، ودور أخيه الأكبر في الاعتناء به، وتربيته وتعليمه الكتابة وقراءة القرآن الكريم، موضحة أن عتيج اكتسب وعيا شعريا مبكرا بتأثير من المحيط الاجتماعي الذي نشأ فيه، والفضاء البصري المحيط به.

وقالت: "الظروف التي عاشها الشاعر أسهمت في زيادة حساسيته، وتفجر موهبته الشعرية فقد بدأ بنظم الشعر في سن مبكرة، وكتب قصيدته الأولى وهو بعمر الـ 10 سنوات"، لافتة إلى أنه كان يتمتع بخيالٍ واسعٍ، وأنه استطاع أن يترجم تجارب الحياة التي عايشها إلى صور شعرية بليغة.

وأضافت: "عمل عتيج في مهن أهله ومنطقته بين زراعة النخيل ورعي الإبل، ثم انتقل للعمل في مجال بناء المنشآت والنقل بين العين وأبوظبي ودبي، وكلها عوامل أثرت في نضوج تجربته الشعرية، إذ نظم خلال تنقلاته الكثير من القصائد الدالة على تلك الحركة المكانية في الخارج والعاطفية في الداخل". 

وسلطت الدرمكي الضوء على بعض أشهر قصائده مثل "غزيل فلّه"، التي غناها الفنان جابر جاسم، إلى جانب 15 قصيدة ينتمي معظمها إلى غرض الغزل، موضحة أن عتيج، أحد أهم شعراء الإمارات وأشهرهم، أدخل إلى القصيدة الإماراتية مفردات حديثة لم تكن موجودة في اللهجة المحلية مثل: فلّة، والقذلة، والكحلة، والدراعة وغيرها الكثير، ما أسهم في إثراء الحركة الشعرية في الدولة وتطور لغتها.

وختمت الدرمكي سردها  بالقول إن الشاعر عتيج، الذي لقب بـ"شاعر الجمال"، رحل في العام 1984 إثر أزمة قلبية مفاجئة عن عمر ناهز 44 عاماً، تاركاً إرثاً غنياً من القصائد الخالدة التي تغنى بها مطربون كبار، إضافة إلى اكتشاف أكثر من 100 قصيدة لم تكن منشورة بعد وفاته، والتي كتب بعضها بخط يده.