الصور التعبيرية بديلا عن النص في ‏‎ندوة مسرحية أنتم مدعوون إلى حفلة بمهرجان الكويت المسرحي الـ24

حجاج سلامة
الصور التعبيرية بديلا عن النص  في ‏‎ندوة مسرحية أنتم مدعوون إلى حفلة  بمهرجان الكويت المسرحي الـ24



ضمن الدورة الـ24 من مهرجان الكويت المسرحي أقيمت في قاعة الندوات بمسرح الدسمة ندوة تطبيقية تناولت نقاش العرض المسرحي "أنتم مدعوون إلى حفلة " لشركة ترند برودكشن وهي من تأليف فاطمة العامر وإخراج هاني الهزاع.

‏‎وادار الندوة الإعلامي خالد الراشد وشارك فيها المعقبتان كلثوم أمين من مملكة البحرين وشادية زيتون من الجمهورية اللبنانية.


‏‎في البداية عبرت المعقبتان عن سعادتهما بالمشاركة في هذا المهرجان الذي يجمع مجموعة من المهتمين وأصحاب الخبرة في المسرح من دول الخليج والوطن العربي مما يساهم في اثراء التجربة والاستفادة المتبادلة مشيدتان بجهود المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب والأمين العام المساعد لقطاع الفنون رئيس المهرجان مساعد الزامل ومدير المهرجان وائل جابر على حسن الاستضافة والتنظيم .

   وقالت كلثوم ان العرض يبدأ بخشبة يلفها السواد وحواجز سوداء تتوسط الخشبة لتثير تساؤل الجمهور أين هي السينوغرافيا؟ هل توجد؟ … إنها هناك وليست سينوغرافيا واحدة لهذا الغرض اذ اتفقت رؤى المخرج وكاتبة النص أن يبني كل فرد من الجمهور السينوغرافيا الخاصة به في مخيلته ليشاهدها على الخشبة في الزمان والمكان الذي يراه ويلون حتى ملابس الممثلين كما يراها. 

   وقالت انه ليس هناك حكاية في هذا النص بل هي صور العبث المتأصل في محاولة العيش بشكل هادف اذا أمكن في عالم لا معنى له وأشارت الى الشخصية الرئيسية في العمل (جوزيف) الذي لا يستطيع إيجاد هدف أصيل في حياته فهو يعيش انعزالية فرضها على نفسه ويرى قرينه (جون) المتفائل والنقيض منه الذي يدعوه إلى نبذ الكآبة والانغماس في الحياة وعيشها بسعادة.


   وبينت ان الشخصيات التي تمر في حياة الشخصية الرئيسية تتعدد في كل مراحل حياته من اضطهاد الأب وسيطرته لتستمر معاناته التي لازمته منذ الطفولة حتى الكبر واضطهاد أصغر أمنياته وهي الحصول على شمعة وكعكة في عيد ميلاده وحضور من يتمناها وهي المرأة الغائبة والحاضرة في ذاكرته والتي ترك المخرج والمؤلفة للجمهور تأويل شخصيتها فهل الأم أم حبيبة؟.

   واشادت بالمخرج والمؤلفة والفريق وقالت انها استمتعت بمشاهدة عرض مغاير تطلب من المخرج جرأة في تقديم نوع من المسرح الأسود وخوضه إلى جانب عروض أخرى كانت زاخرة بالديكور.

   بدورها قالت شادية انها وجدت في العمل المسرحي رجلا يبحث عن السعادة بين فترات حياته وصراعه مع رغباته وبين قدره وخيط الأمل وفكرة الحياة.

   وقالت ان طبيعة اللغة التي اعتمدتها فاطمة العامر هي لغة بين الإيجاز والتكثيف واتضحت في القلق والارتباك المتواصل وعدم الطمأنينة وضعف القدرة على مواجهة الواقع والتأثير السلبي جراء العلاقات الإنسانية والأسرية.

   وعن حبكة النص قالت ان حبكته تفاعلت وتداخلت في بنيته الدرامية مع البناء الدرامي العام وفي اطار حركة الفعل وحركة الشخصيات.

   واعتبرت فكرة النص مألوفة وليست جديدة لكن بينت ان الكاتبة أثرته باسترجاع الذكريات عبر حوارات متصارعة ساهمت في تطوير الحدث الدرامي وفي أمور عدة مثيرة.

   وتحدثت عن بعض عناصر السينوغرافيا في العمل حيث قالت ان المكان في هذا العرض لا إطار محدد له كنا تحدثت عن الإضاءة التي شكلت حالة مستمرة من الإيقاع والتوازن تبعا للأحداث واتسمت بالشاعرية وفقا لما تطلبه المشاهد وأشارت الى اللونين الأسود والبنفسجي المستخدمان في العرض والموسيقى التي كان لها وقعها السيكولوجي والأزياء في سوادها الذي يدل على الحزن واليأس.