مهرجان الكويت المسرحي الـ24: قراءة تطبيقية لمسرحية لا تهدي وردة لفرقة المسرح العربي

حجاج سلامة
مهرجان الكويت المسرحي الـ24: قراءة تطبيقية لمسرحية لا تهدي وردة لفرقة المسرح العربي



في إطار فعاليات مهرجان الكويت المسرحي في دورته الرابعة والعشرين، شهدت مسرحية *"لا تهدي وردة"* لفرقة المسرح العربي ندوة تطبيقية تناولت العمل من زوايا نقدية متعمقة. المسرحية، التي كتبها بدر حياتي وأخرجها أحمد البناي، قدمت رؤية مسرحية تفاعلت مع قضايا إنسانية معقدة تتراوح بين اليأس والأمل، الماضي والحاضر، والتفاؤل والتشاؤم.  


**قراءة نقدية معمقة**  

أدارت الندوة الإعلامية إسراء جوهر، وشارك في التعقيب الفنانان إبراهيم سالم من الإمارات وفهد الحارثي من السعودية. استهل سالم حديثه مشيدًا بجمالية النص المسرحي وهدوئه الانسيابي، وطرح تساؤلات ثرية حول تقنيات العرض، أبرزها مدى التوازن بين الواقعية والخيال في النص، ودور السينوغرافيا في تشكيل المشهد المسرحي. وأشار إلى رمزية الشجرة المستخدمة كجزء من الديكور، متسائلًا عن جدواها التعبيرية. كما ركز على أداء الممثلين، مؤكدًا أهمية تمارين التقمص لتعزيز مصداقية الشخصيات التي تتطلب تمثيل مراحل عمرية مختلفة.  


بدوره، أعرب الحارثي عن تقديره لجهود المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في استمرار المهرجان كمنصة مشعة خليجيًا وعربيًا. سلط الضوء على جماليات النص، الذي يجمع بين الواقعية والعبثية، مع لمحات من السينما والدراما التلفزيونية. وأشار إلى التحديات التي واجهها في قراءة النص، لافتًا إلى تعقيده وأبعاده المتعددة. كما أثنى على الرؤية الإخراجية التي جمعت بين الحركة والسكون، مع إبراز عنصر التفاعل بين الشخصيات والديكور المتحرك.  


**المسرحية: رمزية وعبثية بين الواقع والخيال**  

*لا تهدي وردة* تستعرض حياة رجل في الثمانين من عمره، يعاني من عزلة قاتلة وفراغ روحي، يجد نفسه مدفوعًا من خلال كتاب يظهر كشخصية فاعلة إلى التواصل مع جارته، مما يفتح أمامه نافذة أمل جديدة. النص يمزج بين استدعاء الذكريات والرمزية والخيال، لينقل المشاهد في رحلة بين العبثية والواقعية. الموسيقى التصويرية والغناء أضافا بعدًا جماليًا إلى العرض، بينما تميزت السينوغرافيا بالانسجام مع الأداء، حيث ساهم تحريك الديكور في تحويل المشاهد بسلاسة.  


**تفاعل أدائي وتقني**  

رغم الجوانب الإبداعية، أشار النقاد إلى بعض الثغرات، مثل طول الحوارات وثقلها في البداية، وأداء بعض الشخصيات الذي افتقر أحيانًا إلى العمق المطلوب. ومع ذلك، أظهرت المسرحية انسجامًا بين الإضاءة، الحركة، والديكور، مما أضاف بعدًا بصريًا يعزز من قوة السرد المسرحي.  


في الختام، أثنى النقاد على فرقة المسرح العربي لجهودها في تقديم هذا العمل، داعين إلى استمرارية التطوير والابتكار في العروض المسرحية، بما يعكس ثراء التجربة المسرحية الكويتية.