لماذا يحتاج الرجل إلى المرأة؟ نظرة فى الجنس والغريزة والجسد

تامر صلاح الدين
لماذا يحتاج الرجل إلى المرأة؟ نظرة فى الجنس والغريزة والجسد

نياندرتال بلتداون كرومانيون تماثيل من متحف التاريخ الطبيعى بالولايات المتحدة 


 


فى الجنة، وقبل أن تخلق حواء؛ لم يدرك آدم أنه وحيد، تعلم كل شئ، أحيط بمخلوقات الله البديعة، ولا يوجد أثرعلى أنه-عليه السلام- سأل عن شئ أو شخص لم يبد له، قد أكون مخطئا، لكنى أعتقد ان الرجل خلق كاملا، لا يحتاج لأحد، نقطة ضعفه الرئيسية هى الرغبة الجنسية، فإذا نزعت أو اختفت، سينتفى بحثه عن النساء بالكلية.

ولا داعى أن يقول أحدهم، أنه يحتاج لملئ فراغه العاطفى، أو لشحذ إحساسه بالجمال، أو بحثه عن التكامل الإنسانى، ففى المجتمعات القديمة، -إذا نحينا عامل الجنس- كان البحارة يعيشون شهورا طويلة وربما سنوات دون نساء، ولم ينتشر الشذوذ بين أغلبهم، وعلى العكس من ذلك، وجدت مجتمعات تضم الجنسين وانتشر بها الشذوذ الجنسى، أشهرها مجتمع "قوم لوط"؛ إذن الجنس ليس هو المسألة.

 

من الجنة إلى الأرض: آدم وحواء في ظل الوحدة:

فى الحياة الحقيقية يمكن لطرف أن يستغنى عن الآخر، نشاهد ذلك فى كل مكان، رجال وحيدون، ونساء وحيدات، دون أن يكون لدى أى منهم مشكلة ظاهرة، أما العوامل النفسية الخفية، وتأثيرها على الأفكار ومن ثم السلوك فتحتاج إلى دراسات جديدة ومعمقة، خاصة بعد التطور الواسع فى شكل الحياة المعاصرة وأدواتها.

أيضا لا يمكن لأحد أن يحتج بالفروق البيولوجية بين الجنسين، والتى تجعل أحدهما – قسريا- فى حاجة الآخر، فالتيستيرون مثلا الذى يعزز بناء العضلات ويزيد من طول العظام وقوتها عند الرجال، ويخلق داخل كل منهم مقاتلا سريع الاستجابة، لديه الجاهزية لمواجهة المشكلات، لم يمنع عدم وجوده النساء من الالتحاق بالجيوش وتعلم القتال، حتى فى العصور القديمة التى احتاجت أسلحتها وأدواتها اليومية إلى القوة البدنية، بالطبع الغلبة فى ذلك من حيث العدد على الأقل للرجل، إنما إذا وجد مجتمع يضم النساء فقط، فستصبح لديهن القدرة على تنمية نفس مهارات الرجل، إلا أنهن قد يخسرن فى المقابل مزايا أنثوية أخرى، وهذا شأنهن أو عله استجابة للضرورة.

تستيرون أم استروجين، ما الاختلاف بينهما؟

من جهة أخرى لا يمكن أن نتعمد على مستويات الإستروجين لدى المرأة، أو وظائف دماغها، والتى تجعلها بارعة أو متخصصة فى بعض الأعمال التى لا يجديها الرجال، كتدبير شئون المنزل، وتنشأة الصغار، والاهتمام بالتفاصيل، لأن الرجال لديهم ما يفوق النساء فى هذه الجوانب، والدليل على ذلك أن أشهر وأول الفنانين هم من الرجال؛ أكبر مصممى الأزياء؛ أشهر الطباخين؛ أشهر مبتكرى أدوات الزينة؛ أغلبهم من الرجال.

حرب تقطيع الأثداء:

لكن يملك الرجال ميزات لا تتوفر غالبا لدى النساء بسبب عاطفتهن الجياشة والنارية فى كثير من الأحيان، والتى تؤدى إلى حروب بينهن تنتهى ببشاعة، مثل تلك المكائد بين "حريم القصور" والتى ينتج عنها قتلى وجرحى ومشوهين، وحتى زوال الملك نفسه، بل أفظع من ذلك، فإحدى المرويات اليونانية القديمة تشير إلى أن إمرأة من البغى كانت أول من إرتدت ملابس تكشف صدرها وتبرزه فى ذلك الزمان، ما جعلها قبلة لكل الباحثين عن المتعة من كبار رجال الدولة ومن الوجهاء والأثرياء، وقد حرمت على خادماتها والعاملات معها أن يتشبهن بها، لكن إمرأة أخرى من مدينة بعيدة، حذت حذوها، ولم تكن بغيا، بل مجرد زوجة أرادت أن تدفع رجلها إلى الأمام مستخدمة جمالها وذكاءها، فما كان من المرأة الأولى إلا أن أرسلت لها من يقطع ثدييها، وبذلك منعت النساء الأخريات من مجرد التفكير فى منافستها، الغيرة لدى الرجال مختلفة، غيرة أكبر، يغذيها تلوث الشرف والبحث عن الإنتقام أو المجد أو توسيع الحدود والملكيات؛ وهى دافعة فى أغلب الأحوال، تقودهم إلى الأعمال الكبرى، حتى وإن كانت حربا، مثل أسطورة "حرب طروادة".

الجنس من القردة العليا إلى البشر:

كل تلك المشاعر التى تكونت ونمت بين كل من الرجال والنساء على حدة، ثم بين طرفين -محددين- تبادليا من جانب لآخر، مرت عبر تطورات كثيرة، ووفقا لكثير من الدراسات العلمية والأثرية، كان الإنسان الأول وأسلاف البشر مثل النياندرتال والهومو أقرب إلى مجتمعات الغوريلا والقردة العليا فى وقتنا الحالى من حيث الشكل وخاصة التمايز بين الرجل والمرأة، ومن حيث التنظيم الإجتماعى، وذلك فيما يخص وظيفة الجنس، وهى هنا التى نكتب عنها، فحتى اليوم، لا تمارس أغلب الحيوانات الجنس إلا لوظيفة الحفاظ على النوع، وهو فى كثير من الأنواع مرتبط بمواسم التزاوج، وهكذا الحال فى مجتمعات الغوريلا والشامبنزى فى الغابات البرية، وليس فى الأسر، حيث تبرز صفات الجاهزية للتخصيب لدى الإناث مثلا باحمرار وتضخم منطقة التناسل، الإفرازات المميزة، والتودد للذكر المهيمن، وهذا هو الأنموذج الأكثر شيوعا، حتى بين مجتمعات الإنسان الأول، حيث لم يكن الجنس يمارس لإشباع الرغبة أو للمتعة والتسلية، بل فى إطار الوظيفة.

القرود التى تعرض نساءها للبيع:

وقد لا يكون معلوما أن الإنسان الأول خاصة من فصيلتى "النياندرتال" و"الهومو إريكتوس Homo erectu" ثم الإنسان العاقل "الهومو سابيانس "Homo sapiens قد استخدموا إناثهم كوسيلة يمكن أن نطلق عليها بمصطلحات اليوم "تجارية" مع بعض التحفظ، لأن هذه المجتمعات القديمة تعاملت مع "المرأة" باعتبارها من الممتلكات أو الموارد الإقتصادية، وتشير بعض الدلائل العلمية والأنثروبولوجية إلى حدوث تبادل وتقسيم بين هذه الفصائل وبعضها البعض فيما يخص مناطق النفوذ، والبحث عن الطعام، إضافة إلى حدوث تفاهمات بينها تسمح بالحياة المتجاورة خاصة على ضفاف البحيرات العزبة وفقا لآخر الاكتشافات الحديثة التى تمت فى "كينيا"، والمعنى هنا: أن الإنسان الأول استخدم الفائض من نساءه لعقد المعاهدات وللتقارب مع الأجناس البشرية الأخرى، بدأ ذلك على الأرجح فى العصر الحجرى واستمر طوال فترات تاريخية طويلة، تعترف به وتسجله أغلب الحضارات القديمة كالآشورية والبابلية والإغريقية، حيث كانت تباع السبايا من النساء كخادمات فى البيوت، أو للاستعباد الجنسى، وكذلك للخدمة الدينية، كما تم تبادلهن وتزويجهن فى سياق عقد المعاهدات وإقامة التحالفات والتقريب بالنسب بين الممالك والإمارات المتحاربة، ليس هذا فحسب، وإنما شهدت بعض الثقافات القديمة سوقا سنوية تبيع فيها الأسر بناتها اللائى بلغن سن الزواج باعتبارهن ثروة عائلية يجوز استثمارها.

 لوحة تمثل عبدا مخصيا فى جناح الحريم

متى بدأ إخصاء الرجل؟

وهو ما لم يحدث مع الرجال قبل عصر العبودية، الذى سجل فى فترات تعود إلى أكثر من ثلاثة آلاف عام قبل الميلاد؛ سواء فى مصر القديمة أو فى الصين، وبمعنى أشمل فى حضارات الشرقين الأوسط والأدنى، لكن لم يتم استخدام العبيد "كرجال" بل عمد السادة غالبا إلى الإخصاء لتحقيق عدد من الفوائد، منها: ضمان ألا يتسبب وجودهم لاختلاط الأنساب، أو تمكنهم من الارتباط بعائلة ومن ثم تكوين نواة قوية تنازع السادة فى قوتهم، أيضا لضمان الولاء والطاعة بالذلة والإنكسار، وكذلك حماية للنساء من رغبات العبيد الجنسية حال خدمتهم فى أجنحة الحريم فى قصور الحكام والأثرياء، ومن المدهش أن هذا التقليد استمر طوال قرون عديدة إذ كان شائعا خاصة فى أمريكا اللاتينية مع العبيد المستقدم من أفريقيا حتى أقل من مئتى عام مضت.

 

مجتمع أنثوى متعدد الأزواج:

وللإنصاف فلم تشهد بعض المجتمعات الأخرى هذا التغول الذكورى، فمثلا فى إقليم التبت، وفى بعض أجزاء من الهند ونيبال، وفى قبائل إفريقية عديدة، ورغم تأثير العولمة والانفتاح وزيادة نسبة التعليم، وكل المنجزات الحضارية الأخرى فى وقتنا الحالى، فإنه يوجد نظام "أمومى" يسمح للمرأة بالزواج من أكثر من رجل فى نفس الوقت، منه نظام "التزاوج الأخوى Fraternal polyandry " الذى يحافظ على قوة العائلة ويمنع تفتيت الأرض بشرط أن يكون كل الرجال من الأشقاء يجتمعون على إمرأة واحدة ينسب إليها الأبناء وتدير هى الحياة الإقتصادية للعائلة، أو الزواج المختلط الذى يضلع فيه كل رجل بدور محدد داخل الأسرة، وينسب فيه الأبناء أيضا إلى الأم، ومن الخطأ أن نظن أن بداية التاريخ شهد فى المطلق عصرا أموميا، على العكس، كانت "الأمومية" مجرد نموذج بينما سادت أنظمة أخرى منها "المختلط" الذى تدار فيه كل أسرة وفقا لحاجتها الإقتصادية، ومنها أيضا النظام الأبوى الذى تسيد العالم فى النهاية مع اكتشاف الزراعة واستقرار المجتمعات وإقرار الملكية الخاصة وظهور نظم الميراث، وهو النظام الظاهر بقوة فى تاريخ مصر القديمة.

 

الغوريلا أكثر شرفا من أسلافنا:

ومن المثير للتفكير وللدهشة فى آن أن نعقد مقارنة بين قبائل الإنسان الأولًى من النيادرتال والإنسان مستقيم الظهر وكذلك الإنسان العاقل الذى بدأ فى تطوير أدوات معقدة واستخدامها، وبين قبائل وعائلات القردة العليا الأكثر شبها جينيا وتنظيميا مع البشر، هذه الرئيسيات لم تعرف نظم استخدام إناثها كسلع أو كأدوات للتبادل وجلب المنافع وإقرار السلم بين النظراء، على العكس، يظل القرد أو ذكر الغوريلا مسيطرا غيورا على إناثه حاميا لهن ولصغارهن، حتى يهزمه ذكر شاب حل وقت فتوته وسيطرته، خاصة عندما نعلم درجة التشابه فى هذه المخلوقات وبين أسلافنا، فذكر النياندرتال والهومو كانا أشبه بذكر الغوريلا من حيث الحجم والقوة ومحيط الرأس مقارنة بإناثهم اللائى تشابهن أيضا فى صغر حجم الجسم والرأس والأثداء والأرداف مع إناث الغوريلا، فقط فيما يبدو أن تطور "الدماغ" - المخ والجهاز العصبى- لدى أسلاف البشر هو ما دفعهم للتعامل مع الموارد ومن بينها النساء كسلع يمكن تبادلها، وهو أمر مدهش فى الحقيقة لإنسان عصرنا الحالى، الذى يحاول بناء أسرته والدفاع عن زوجته وصغاره مهما كلفه الأمر، لكن ذلك كله ارتبط بظهور الأخلاق والقيم وبسن القوانين، وبالطبع لضرورات الحفاظ على النسب واستمرارية النوع.

فى التطور: ماذا خسر الرجل وماذا كسبت المرأة؟

ومن الغرائب أن نعرف أنه ونتيجة للتطور البشرى عبر آلاف السنين، فقد خسر الرجل كثيرا من قوته ومن بناءه العضلى الطبيعى، بينما تقدمت النساء ليحصلن على مظهر أجمل وأجساد أكثر إثارة، ويبدأ التمايز فى جنسنا مع الوصول لسن البلوغ، فبينما يحتاج الصبى لممارسة الرياضة والقيام بمجهود بدنى منظم ومنتظم ومستمر ليتمكن من استعادة جزء من بناء أسلافه الجسدى من حيث حجم العضلات وقوتها، فلا تحتاج الأنثى لبذل أى مجهود؛ يستدير ثدياها ويبرزان تلقائيا وتتكاثف بهما الدهون، كما يتغير فيها شكل الإليتين والفخذين ليكونا أكثر استدارة وجذبا للانتباه، إضافة إلى شعر مرسل، بشرة أفتح من بشرة الرجل وأكثر صفاءا، وعيون أوسع وصوت مميز ناتج عن حنجرة تختلف قدرتها عن حنجرة الرجال.

ويقول العلماء أن تطور جسد المرأة إلى هذه الصورة ضرورة لتتمكن من الحمل والإنجاب، لكن يدفعنى هذا الرأى إلى التساؤل: هل حجم الثدى يمثل فارقا فى وفرة لبن الأم وكثافته؟ الإجابة العلمية: يتوقف ذلك على عوامل أخرى منها نوع التغذية وصحة الأم كركيزة أساسية، والدليل أن الحجم غير مؤثر فى عملية الرضاعة وضرورياتها، هى إناث الغوريلا، التى يحدث لها تورم بسيط وكبر تدريجى فى حجم الثدى كلما كبر رضيعها، لكن حجمهما يظل فى حدود معينة بما لايمكن مقارنته مع إناث البشر، السؤال الآخر: هل حجم وشكل دهون إليتا الأنثى البشرية يمكنها من تحمل وزن الجنين فى القيام والمشى والجلوس؟ والإجابة العلمية أيضا: أن قدرة الأم على تحمل آلام الحمل ووزن الجنين تتوقف على نسبة الكالسيوم فى عظامها وقوة عمودها الفقرى وعظام ساقيها، وإن كانت دهون الأرداف عاملا مساعدا لكنها لا تشكل أى فارق فيما يخص الحمل والإنجاب.

 

سكارليت جوهانسن – ممثلة أمريكية


التطور الجمالى للنساء، هل هو احتياج جنسى؟

وإذا كان شكل الجسد الأنثوى واستدارته قد يساهم فى عملية الحمل والإرضاع، فلماذا تمايز الشعر والوجه والبشرة والعينين والصوت عن الرجل؟ نعم نجد تلك الاختلافات أيضا فى إناث الرئيسيات وذكورها، لكن ليس بهذه الصورة الجمالية الجاذبة فى إناث البشر، ولدى شخصيا عدة آراء أو احتمالات لهذا التطور المشهود والمعترف به والذى حير العلماء.

فمن المعروف أن أى ذكر يحتاج لمثير ما ليتمكن من القيام "بواجبه" الجنسى، فى الحيوانات ومن بينها القردة التى تشبهنا فى كثير من التكوين ومن الجينات، تفرز الأنثى سوائل وروائح تحفز الذكر وتنبؤه بالجاهزية للتخصيب فيقوم بدوره الوظيفى، مع عدم إغفال المتعة الحسية إلى جانب الوظيفة الجنسية، وفى الحيوانات الأخرى أيضا وخاصة فى الطبيعة تطلق الإناث المؤهلة للتخصيب فى مواسم التزاوج نداءات محددة تجتذب بها الذكور، إذ يدار الجنس فى هذه الحالات وفقا لمواسم أو مراسم أو احتياجات محددة أهمها الحفاظ على النوع، وربما حظى الإنسان الأول فى قبائله البدائية بهذه الصفات، خاصة عندما كان يغطى جسده الشعر والزغب، حيث كانت مجالات الإثارة بالنظر محدودة، ووسائل اللقاء الجنسى مشروطة بجاهزية الخصوبة، لكن مع تقدم المجتمعات واستقرار "النوع" فى كهوف أو بيوت وبدء خياطة الملابس، تطورت البشرة الإنسانية، سقط عنها الشعر خاصة لدى النساء، صار الجلد أنعم، وبدأ جنسنا يحظى بالخصوصية، ومع تطور الأدوات واستئناس الحيوان وإكتشاف الزراعة واستخدام النار فى طهى الطعام وفى التدفئة، إمتلك كل من الرجل والمرأة أوقاتا أطول للراحة والتجاور مع شركائهم، وأعتقد أن تدفئة المسكن صارت عاملا مساعدا سمح للبشر بالتخفف من الملابس فى الفصول الباردة، وربما -أقول ربما- من هنا بدأ الجنس يتحول من وظيفة للحفاظ على النوع واستمرارية السلاسة وتوريث الجينات، إلى فعل "لذة"، بالتالى تطورت القدرة الجنسية من غريزة موسمية إلى رغبة ونزق وشهوة شبه دائمة، خاصة مع انتقال المرأة وبالطبع الرجل حضاريا، من مخلوق مماثل للحيوانات إلى نسق "اجتماعى" أكثر تنظيما يستطيع أن يميز نسله، متمكنا من خلق تراتبية لا تعتمد على القوة الجسدية وحسب، وآلية للقاء جنسى غير محدد أوانه بمواسم الشياع، إضافة إلى تحول الرجل من "شريك غائب" بحثَا عن الغذاء كصياد، أو كرحال جامع للنقل والفواكه، إلى صاحب حرفة؛ عمله فيها محدد بوقت ومكان معينان ومعلومان سلفا، قريبا من مسكنه ومن قبيلته وبالتالى من الأسرة والإناث، أولئك اللائن كن ينتظرن ربما لأسابيع أو لشهور حتى تبلغ دورتهن الجنسية ذروتها، هذا مع عوامل أخرى أدى إلى تراجع مظهر الرجل القوى والأكثر خشونة، وفى نفس الوقت أدى إلى تعاظم الصفات الجمالية وجاذبية الأنثى.

 

هل نعود إلى مواسم الفعل الحميمى؟

وهناك ملحوظة مهمة أقرها الباحثون، تؤكد أن وجه الرجل والمرأة شديدا التشابه، ولا عجب فى ذلك، فهذه من ذاك أصلا ووجودا وفقا للأديان ووفقا للعلم، والمعنى أن المرأة إذا لم تتمتع بصفات الأنوثة فهى من حيث المظهر على الأقل تشبه الرجل، أما الرجل فإذا نزعت عنه صفات الذكورة فلا يشترط أن يصبح شبيها بالمرأة، إذن تطورت المرأة فسيولوجيا على مستوى الجسد، لتصبح أكثر تحفيزا وجذبا للرجل.

إذن إذا نزعت صفات التطور هذه، مع تنحية عوامل الاحتياج العاطفى، والرغبة فى الاستقرار، هل يمكن أن يعود الرجل والأنثى إلى مواسم الفعل الحميمى، أم أن كلاهما فى حاجة للآخر بغض النظر عن الإحتياج لإشباع الرغبة الجنسية؟

 

 

لمزيد من المعلومات أرجو الاطلاع على هذه المؤلفات:

 1. التاريخ التطوري للبشرية والأنظمة الاجتماعية المبكرة:

  • كتاب "Sapiens: A Brief History of Humankind" من تأليف يوفال نوح هراري يناقش التطورات الاجتماعية والأنثروبولوجية المبكرة للبشر، بما في ذلك العلاقة بين الرجال والنساء.
  • أبحاث الأنثروبولوجيا عن مجتمعات النياندرتال والهومو سابيانس، دراسات نُشرت في مجلات مثل Nature وScience.

 2. أدوار المرأة والرجل في المجتمعات القديمة:

  • دراسات علمية حول الأدوار الاجتماعية للجنسين في المجتمعات الزراعية المبكرة   ت"Guns, Germs, and Steel". كتبه: Jared Diamond   
  • مقالات من مجلات متخصصة مثل Journal of Archaeological Research وCambridge Archaeological Journal.

3.  تطور الصفات الجسدية للإنسان عبر الزمن:

  • الأبحاث الوراثية عن تطور الصفات الجسدية للإنسان والمنشورة في مجلة Genome Research.
  •  "The Evolution of Beauty" للكاتب ريتشارد بروم يعالج موضوع التطور الجسدي والجاذبية الجنسية.

 4. دور المرأة في التجارة والتحالفات في المجتمعات القديمة:

  • دراسات تاريخية حول السبايا ودور النساء في التحالفات والزواج السياسي، كتاب "Women in Antiquity: Real Women Across the Ancient World".
  • المصادر التاريخية: الكتابات السومرية والبابلية التي توثق استخدام النساء في التجارة والتحالفات.

5.  مقالات متنوعة عن: النظم الأمومية والأبوية عبر التاريخ

  • أبحاث عن دور النظام الأبوي والأمومي في حضارات مثل مصر القديمة والهند ونيبال، والمتوفرة في Oxford Handbook of Ancient Egypt.

6.  تأثير العوامل البيولوجية في تمايز الجنسين:

  • أبحاث علمية منشورة في مجلات: Journal of Human Evolution أو American Journal of Physical Anthropology.
  • كتب تتناول دور الهرمونات في تشكيل الفروق بين الرجال والنساء "Testosterone: An Unauthorized Biography" من تأليف كارول هوف وإيفا كابلان.

 7. الحياة الجنسية والتطور الاجتماعي:

كتاب "Sex at Dawn: How We Mate, Why We Stray, and What It Means for Modern Relationships" من تأليف كريستوفر رايان وكاسيلدا جيثا يناقش تطور العلاقات الجنسية والاختلافات بين الثقافات.

·         Stolen Women: The Sexual Slavery of Women in Ancient Rome

النساء المسلوبات: العبودية الجنسية للنساء في روما القديمة

·         The Eunuch: History of Castration

The Practice of Eunuch Slavery in Ancient China

ممارسة عبودية الخصيان في الصين القديمة